"نعم، أنا عالم بيولوجي قرأت مافي الخليط ولذلك فأنا عرفت الله"
الانسان الذي يعبد الله يكون مطمئن البال حتى ولو أخطأ وأذنب آلاف المرات ليل نهار لأنه يعلم علم اليقين أن الله سيغفر له كلما عاد إليه بنية التوبة الخالصة. حتى عندما ينال العبد المؤمن بالله من الصعاب لا يشتكي، بل يتحمل ويصبر. والسر وراء ذلك هو وجود مرجعية ربانية يعود إليها العبد وليقينه بأن الله سوف يعوضه في الآخرة التي يعلم بأن فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وهو في ذلك لا يخسر شيء يذكر، بل هو يعيش مطمئن البال لأنه يؤمن بالفوز يوما ما في الآخرة.
ولذلك فالإيمان بالله هو بالتأكيد لمصلحة العبد نفسيا لتحقيق راحة البال لإيمانه بقوة كبري تعلم ما يجري وتوعد بالمكافأة الكبرى في النهاية. ومن ناحية أخري فالعبد يشعر دائما بأن له مرجعية يعود اليها لتبين له قواعد وأصول مكارم الأخلاق والحكمة سواء عمل بها أم لم يعمل، ولكنها دائما هناك يستطيع أن يعود إليها وينهل منها عندما يريد. مرجعية تعتمد على الفطرة كالعقد المنثور له ولكل المؤمنين مثله.
أما الذي يعيش بلا رب يعبده فقد أشبهه باليتيم أو كمن انفصل عن والديه فتربي وهو يجوب في الشوارع والبنيات والمدارس محاولا أن يتعلم الحكمة والفضيلة. ومرجعه في ذلك إلى نفسه أو ما تيسر له من الأساتذة في المنطق والعلم والفكر كل بفكره وقوانينه. ولذلك فأنا اتعجب من الذين ينكرون وجود إله. فهم لا يخسرون شيئا إذا عبدوا الله، بل سيكسبون راحة البال.
أعلم أنه من الصعب على بعض الناس تصديق وجود إله إلا إذا رأوه جهرة، ولكن التاريخ علمنا أن كل ما كان مجهولا ومستحيلا أصبح معلوما وأصبح ممكنا بفضل التطور المذهل للتكنولوجيا. فقد أصبحنا نري الكون المصغر ودقة الخلق التي ليس لها نظير سواء في الخلية الحياة أو الجماد.
فمن لا يستطيع تصديق وجود خالق عظيم لا بد أن يعيد حساباته خاصة ان هناك الكثير من المظاهر البيولوجية والتكنولوجية المتقدمة جدا في الكائنات كشف عنها العلم ظاهريا، ولكن مازال لا يعلم عنها شيئا جوهريا مما يجعل العالم يسأل نفسه دائما "من وراء خلق هذه المصانع النانونية في الكائنات والكون في كل زمان ومكان؟
ومن المنطقي أن نزاد شغفنا لمزيد من المعرفة كلما ازداد تطور التكنولوجيا لعلنا نتأكد بالعلم أن هناك قوي كبيرة وراء خلق هذا الكون صغيره وكبيره وأن هذه القوة هي الله.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
رائع دكتور