في زمن الصورة، وكشف الجسد، والبعد عن القيم الدينية، والدعوة للتحرر، والزيف الكبير الذي نعيشه،والأدهى والأمر مسلماتٍ بتفكير غير إسلاميّ

قرأت منشوراً يوجه الفتيات إلى أهمية تحقيق بعض الأهداف قبل وصول سن الثلاثين، مثل السفر والحصول على شهادة الماجستير وجمع ثروة مالية وشراء سيارة الأحلام، وكل هذا لأجل تأسيس حياة (كريمة) لها قبل دخول القفص الزوجي المزعوم، والانشغال بما يسمى الأبناء ومسؤولية الطبخ والتدريس وكوي ملابس الزوج، هذا الكائن الذي سيقتحم حياتك سيدتي ويسلب منها الحرية والأمان وراحة البال .. هو وأبناؤه !!

في زمن الصورة وكشف الجسد، والبعد عن القيم الدينية، والدعوة للتحرر، والزيف الكبير الذي نعيشه، وقدوات تتمثل ببلوغرات وفاشينستات، والأدهى والأمر مسلماتٍ بتفكير غير إسلاميّ، وقد دخلت نقاشاً مع واحدة منهن مشهورة جدا، تطلب مني أن أخرج لها فتوى واحدة تنص على عقوبة للزوج (المتحرش) بزوجته، وتقول لأخرى عن فتوات عديدة تبيح للفتيات السفر وحدهم من دون محرم، وأنا في نفسي أقول هل أريد الخير أم الشر من هذا الحديث أو الجدال ؟، هل ينظرون الى شرع الله على أنه تقييد كبير؟ ولماذا لا يرونه على أنه حرية من نوع آخر؟ نوع فيه حماية وحب واحترام لأنوثة المرأة !!

عندما تناست المرأة أدوارها الأولى في الحياة، والتي تتمثل بصناعة جيل وتربيته، والرقي بنفسها علما عملا، وأن تستخدم علمها بالشكل الصحيح وفي الطريق الصحيح، أصبح لدينا مجتمعات مشوهه ومهزوزة، بعيدة عن الفهم السويّ للفطرة التي خلقنا عليها، فتعيش المرأة في صراع دائم مع الرجل، وهذا بسبب أنها عميقا ترى أنه أفضل منها، ويتملك الدور الأسهل والأحسن، فتتمنى لو تصل إلى مكانته في المجتمع، وهذا لا يدل إلا على خلل عميق بالتفكير وأسلوب الحياة، وبعد عن الدين والأنوثة بجوهرها.

إن الخطاب الرباني للمرأة مليء بالحنية العجيبة، فتارة يقول لأم موسى "ولا تخافي ولا تحزني" ، وتارة يقول لمريم "فناداها من تحتها ألا تحزني" ، ويطمئن نساء النبي "كي تقر أعينهن ولا يحزن .."، إله عظيم يهتم لمشاعر المرأة، ويطمئن قلبها ويوعدها أن تقر عينها، فكيف يمكن أن ترى المرأة أن دينها يمنعها من حريتها، ويبعدها عن احلامها، وشتان بين حلم دنيوي بحت، وحلم بناء جيل يعبد الله بالشكل الذي يرضاه ويحبه، واستخدام امكانياتك كامرأة فيما يرضي الله عز وجل، وهذه ليست دعوة لترك العمل، ولا دعوة لترك أحلامك ودراستك، ولكنها دعوة في النظر الى ما تملكين من كنز في داخلك من عاطفة وعقل وبصيرة وحكمة، وترتيب اولوياتك، وفهم دور الرجل في حياتك.

يطربنا الرافعي بجمال وصفه حين قال : "والمرأة ضعيفة بفطرتها وتركيبها، وهي على ذلك تأبى أن تكون ضعيفة أو تُقر بالضعف إلا إذا وجدت رجلها الكامل، رجلها الذي يكون معها بقوته وعقله وفتنته لها وحبها إياه" ، فهي في ضعفها تكمن قوتها، وهو في قوته يكمن ضعفه فيلجأ إليها، فهما بذلك يؤسسان مجتمعا مصغرا مليئا بالحب والتوافق والانسجام، باتزان ما بين الانوثة والرجولة، والكثير من هذه المجتمعات تصنع مجتمعا كبيرا سويا نفسيا، ومعرفيا وفكريا وسلوكيا.

حان الآن دورنا كمسلمات أن نبيّن لغيرنا ماذا يعني لنا ديننا، وكيف نشعر بالحماية والدعم والحب بسبب هذا الدين العظيم، بداية من النصوص القرآنية إلى الأحاديث النبوية وقصص الصحابيات، انتهاءا الى شعورنا بالاتزان النفسي عند تطبيق الشريعة، بالحجاب الذي يرضاه الله، وباحترام الدور الأبويّ والزوجيّ، وبوضع الحدود الصحيّة بيننا وبين الرجل، وكيف حفظ لنا ديننا كامل حقوقنا بكل عز وكرامة، وهذا لا يأتي إلا بأن نبدأ من أنفسنا، بتصحيح أفكارنا عميقا، والشعور بأثر الشريعة على حياتنا، لنعيش حياة مستقرة أساسها (صحيح) وطريقها (صحيح)، لنصل الى هدفنا الأعظم وهو دخول الجنة باذن الله.


والحمدلله رب العالمين


أنصح بالاستماع إلى مقاطع الداعية ياسمين مجاهد وقراءة كتبها، ومشاهدة سلسلة المرأة للدكتور اياد القنيبي، والاستماع الى بودكاست (وعي).



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

رائعه شيماء ابدعتي، اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقني اجتنابه 👍🏻❤️

إقرأ المزيد من تدوينات شيماء الصمادي

تدوينات ذات صلة