شرح عملية التماهى "التقمص العاطفى" التى تعيق نموك اثناء تجاربك فى الحياة، وكيف امتزجت مع هويتنا"ذاتنا"

نحن ندور فى فلك من التجارب المستمرة، دائرة نمر بها فى كل فترة من فترات حياتنا بنفس المواقف و الجدالات والمشاحنات، لكن تختلف فى الأشخاص وأنت وطريقة عرض الموقف لك.


الحياة تشبه إلى حد كبير رحلة القطار، يمر القطار بمحطات عديدة، وتغييرات كثيرة أثناء الطريق، مع الوقت تنزل أشخاص وتصعد أشخاص قد يكونوا أشقاءنا، أصحابنا، حب حياتنا، بعضهم ينزلون لا يتركون أثر لهم، وبعضهم يتركوا فجوة دائمة لنا.

وكل محطة هى مرحلة جديدة فى حياتنا، قد تتعلم من الدروس المستفادة من المحطة أو لا، لكن الفرق بين كل محطة ومحطة هي المعارف و الوعى الذاتى الذى تكون لديك.



من نحن -التماهى88835838351969500



من الطفولة يتم تشكيل جزء من هويتنا أثناء عملية تنشئتنا الاجتماعية، وتوقعات وآمال الاهل عليك وأيضًا المجتمع من سمات واستعدادات فردية مرتكزة عندك فى الاصل.


فى مرحلة الطفولة قد تسمع حديث بين والديك والعائلة يتكلموا عن أحلامهم وطموحاتهم فى شخصيتك مثلًا: "شكله هيبقى دكتور أو مهندس أو طيار" وتبدأ اعجابك بكلامهم فتبدأ بتقمص هذه الوظيفة، فتشكل معاك جزء من خيالك ثم تظهر لك فى سلوكك كتعبير لا إرادى منك.



هذه العملية تسمى بعملية التماهي أى التقمص أو تقليد سلوك شئ ما، عندما تخيلنا أن نصبح شئ ما، ثم مزجنا الخيال فى سلوك نمارسه يوميًا دون الشعور منا قد تكون بوعي او لا.


والتماهى ليس وظيفة نحلم به أن نكون فى المستقبل، التماهى هى عملية شديدة التعقيد تبدأ فى بداية عمرنا وتنتهى عندما نبدأ عملية الفحص الذاتى "من أنا" !!



مثلا: عندما تسمع أحد الاشخاص يقول لك أنت ولد مطيع أو مؤدب فتحب هذا الكلام وتبدأ تقمصه فى حياتك ويظهر فى سلوكك زى تسمع كلام والديك دون اى كلمة او نقاش، وعندما نكبر شوية تعجب بصفات شخص أكبر منك أو صاحبك فى الجامعة وتبدأ بتقليد هذه الصفات فى حياتك اليومية!


عندما تقول ان هذا الشخص يشبهك فى هذه الصفات، فتبدأ انت فى تقيلده هو يمثل هذه الصفات وقد تكون التمرد أو الشجاعة أو قوة معرفته بأمور قد لا تعرفها من قبل، عملية التقمص يمكن أن تكون أيدلوجيا أو دين أو مذهب أو طائفة، وانت بدورك تكون طرف ثانى فى هذه العلاقة من تبنى لاراء ومعتقدات وأفكار وسلوكيات الاخر.





من نحن -التماهى88740127767139500



تحديد الهوية أمر أساس لتشكيلات المجموعات (نحن عرب، نحن أفارقة، نحن مسلمون سنة، نحن بيض، نحن سمر)


يتم تنظيم المجموعات حول نفس الارتباط العاطفى الشديد، متجذر فى ظاهرة المحبة "التماهى"


الحب هو طاقة النفسية التى تربط أعضاء المجموعة ببعضهم البعض.



أطلق عالم النفس الاجتماعى "ايريك فروم" على هذه الروابط العاطفية للمجموعات التي تمنح الشخص الأمان والشعور بالأنتماء وهو ما وصفه بـ ( الوحدة مع العالم خارج الذات) يميل الفرد إلى المزيد من اليقين فى قناعاته والمزيد من الثقة فى مكانة داخل المجموعة.


التماهى هي عملية امتزاج عاطفي فى الأساس "شخص تريد أن تكونه" أكثر مما تريد أن تمتلكه، وهى العامل التحفيزى لشخصيتك.


كلما زاد الآخر فى انصهار وتطابق بينك وبين الطرف المتماهي معه، كلما زاد الآخر فى تحكمه فيك ومن هنا يصبح بمثابة مرجع بالنسبة للفرد!



عندما "نتماهى" نفقد شئ أساسى والجزء الأهم في تحديد شخصيتك التى يميزك انت كشخص عن غيرك من صفات وإدراك العالم الخارجى بشكل يختلف عن بقية المجموعات الاخرى.




كل الشرح و الأمثلة التي ذكرتها تمثل عن الحب، حب صفات معينة فى الشخص أو حب وظيفة تحلم به أو سمات تحب أن تتحلى بها، ماذا عن النقيض أو الشئ الذى لا تحبه أو الشيء الذي تكرهه في الشخص ولا تحبذ أن يكون من ضمن صفاتك كشخص، هتكلم عنه فى المرة القادمة "الظل".






Social sciences

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Social sciences

تدوينات ذات صلة