الشغف هو ما يصنع التجديد، ما يجعلنا نخرج عن المألوف، الشغف يحفزنا لنفعل ما نحب، وأن نجدد حياتنا

تامر صلاح الدين

الشغف هو الإيمان؛ أن تضع كل جوارحك فى إتجاه واحد، فأنت مؤمن، قد تمارس طقوسك فى دار عبادة طمعا وأملا، أو تتحرك بين جدران محراب؛ وقد صرت شعلة بحثا عن فكرة جديدة تريد إخراجها من بين جوانحك، قد تمشى خطوات قصيرة أو تسافر أميالا لتشبع يقين بداخلك حول هاجس ما، أو كشف جديد، أن ترى العالم بين يديك الصغيرة لأنك خلقت داخلك هذا الإحساس المشبع بالهدف.ذلك هو الفن، والكون ذاته فنان مبدع، ترى عجائبه فى الخلائق، تنفذ إلى روحه بغير تردد حتى وأنت تعرف انك ذاهب فى رحلة بلا عودة.والحقيقة أننا – كلنا- لا ننتج أى شئ، بل نعيد اكتشاف الفن وتقديمه للعالم بإسلوب جديد، فالألوان التى يستخدمها المصورون لم يصنعها أحد، بل هى من نادت مكتشفها ليخرجها من بين قريناتها، نحن مساقون إلى التطور، وإلى الإكتمال بغير نهايات، نحن – أجمعين- مُنادى علينا ولسنا منادين.الموظف المسجون فى روتينه الخانق، المبدع المنطلق بغير قيود، العالم القابع فى معمله، "ديدان الكتب"، النظاميون، وكلنا، ثمة أشياء تنادينا لنقتنصها، وكأن كل شغف يشغف بصاحبه، ويختاره من بين الملايين، بالطبع يتشابه الشغف والإيمان كما نتشابه نحن، ومع ذلك يظل كل منا يحمل بصمته الخاصة، أصلية كانت، أم غيرها.الفكرة الواحدة قد يكون لها ألف عاشق ومكتشف، أما القليلون فقط من يستطيعون تفكييكها وفهمها، والتحدث عنها، وإعادة إنتاجها.نحن مبدعون لأننا نخلق من الخلق خلقا جديدا، يحفزنا على إستكمال النواقص فى هذا العالم، فالفن إحتياج قاهر إلى الخيال، لا يشعر أغلب الناس بانجذابهم إليه، لكن لولاه لظللنا كأجدادنا نحيا ونموت فى الغابات وفى الكهوف، بلا خيمة، وبلا حجر مسنون. والإيمان بالرسالة يقين قاس، قد يضعنا فى كأس من المحبة، أو يقذف بنا إلى اللهيب، فالحياة تتقلب بين وجهين، تماما كما الفن، كلاهما متماثلان، ولا ثالث لوجودهما، بلا ثان.والعبرة هنا ليس بما يستسيغه المتلقى، بل بما يؤثر فى وجدانه، ويصنع شغفه، يحوله من رفض الجمال إلى البحث عنه فى كل شئ حوله.أولئك الآخرون الذين يعبر الشغف أمامهم دون أن يروه، هم فى الحقيقة زوائد غير ضرورية حيث يمكن للفن فقط أن يحولهم إلى طاقة مبدعة.صناعة الشغف هذه المرة هى ما يدعونا إلى العمل وإلى الكتابة ولأننا شغفنا بما نقدمه كفنانين، وشغفنا بما يصلنا من فن.. النقد فن، فى ذلك العالم الذى تحركه وتسكنه الدهشة!

Caffeine

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تدوينات من تصنيف محتوى أدبي

تدوينات ذات صلة