تدوينة تتحدث عن اللاخصوصية والمبالغة في الحديث عن الإنجازات ووصف أحداث الحياة على مواقع التواصل الإجتماعي.

نعيش في وقت عجيب أحد الأمور الملفتةِ فيه هي أننا نَجِد اليوم الشخص الذي عمل شيء من مراحل الحياة الطبيعية ( دراسة، علاقات، عمل) ينشر ويشرح عنه بطريقة مبالغ فيها، وإذا نال نجاح معين ينشر عن تفاصيل تفاصيله.


أَنظر إلى حياة الأجيال السابقة فأجد فيها أيضاً العلم والعمل والعلاقات الناجحة لكن بالكتمان أو الإظهار الطبيعي للحدث والتعامل معه كحدث طبيعي في مراحل حياة أي إنسان، ويا الله ما أجمل الأشخاص الذين تظهر عليهم ثمرة تعبهم على أنفسهم أو عائلاتهم أو حياتهم بعد زمن تجد فيهم إنجازاً ودروس حياة وحكمة.


أَنظر إلى حياة أشخاص بلغوا فيها من السعادة والعلم والعمل والمال والمراتب العليا مستويات مرموقة دون مشاركة كل كبيرة وصغيرة مع الناس. دون اظهار متى بدأ الدراسة ومتى استلم عمله الجديد وصورة يومية من مكتبه وكل مؤتمر وكل اجتماع عمل، وكل فنجان قهوة ومائدة طعام وكل لباس جديد وأي كتاب يقرأه وغير ذلك من التفاصيل والتفاصيل والتفاصيل واللاخصوصية البحتة.


وجميعنا يعرف أمثلة في حياته لعائلات تعيش بهناء وسعادة ولديهم أجمل وأذكى الأطفال دون مشاركة كل مرحلة في الارتباط والحمل وكيفية التعارف وغير ذلك مما يقال ولا يقال.


تقول ولاء خيري نحاس: أظن أن الشخص يصل لذروة النضج حين لا يشعر بضرورة مشاركة إنجازاته مع الملأ، لا يضيف له الناس شيئاً ولا يشعر بالنقص دون تصفيق الجمهور". وبرأيي أنه من الخطأ اظهار كل ما في الحياة وربط شعور الرضا والسعادة بالمشاركة مع أكبر عدد من الأشخاص ونيل اعجابهم وسماع مدحهم. والمشكلة الكبرى أنّه كلما اتسعت الدائرة كان التأثير المزيف أكبر سواء بالرضا أو الشعور بالأهمية أو الوصول لوهم العظمة لدى بعض الأشخاص، أو المقت والاحباط جراء تعليق سلبي من أحدهم وأحياناً عدم الرضا عن الذات والشكل بسبب تنمر المتابعين، والسؤال هنا: لماذا ننتظر رأي مئات والآلاف لا بل وملايين المتابعين أحياناً فينا وفي حياتنا؟ ونجعل كل هؤلاء مطلعين ومؤثرين على حياتنا وأفكارنا ورضانا عن أنفسنا!


سواء شعرتم بذلك أم لا في اللحظة التي تُظهرون فيها شيئاً من حياتكم للآخرين فأنتم تنتظرون الإعجاب والرأي، ويتأثر دماغكم بكل سلبية أو إيجابية وبالتالي سلوككم وحياتكم!


تمارا محمد الحلايقه





ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات تمارا الحلايقه

تدوينات ذات صلة