يا حبيباتي، قصتي لا أريدها أن تُشبه أي قصة من قصصكن..
حديثُ العائلاتِ و الأقارب و الأصدقاء كثُر كثيرًا في أكثر الأمور ملامسةً للروح. يأتون بخيط الحكايات إلى ما لا نهاية، يَتحدثون عن أشياء وهمِية و خياليةٌ و فوق ذلك، مُزيفة! الكثيرُ من المُقارناتِ و الاشتراطاتِ التي لا أصل لها. انظري إلى هذا، و هل سمعتي بذاك! متى سنستمع منكِ، و ما بهِ فلان، لماذا رفضتي؟ و ما أدراني أنا، ثم ما شأنكن؟! من قال يا بنت خال أني أريد شَخصًا يأتي حاملًا باقة من الزهور، جالسًا أمامي على ركبتيه عندما يتقدم لخِطبتي؟! ما كنت لأبحث عن حمل الأزهار و الخواتم، يكفيني أن يكون حاملًا لتقوى الله بقلبِه. من قال أني أُريد بيتًا كبيرًا أو مجوهراتٍ كالتي قُدمت لابنة فلان؛ يكفيني خاتمٌ بسيطٌ، كبساطة أرواحنا، يحمل بين طياتِه ودٌ و حُبّ.
من قال يا رفيقتي أني أريد من يَختلس الكلمات و النظرات مني في غير موضعها؛ ألا يمكن أن يكون من كَفَّ و استعففَّ، فأكون دائمًا رفيقة دعواته في سجودهِ؟
لا أريد حفل زفافٍ كحفل زفاف حبيبة، و عنان، و فلانة و فلان! لا أريد أن أبدي من زينتي شيئًا، في أفخم القاعات، حفلٌ مزيف لا قيمة له، يملئه الصَخب و الضجيج.. يكفيني لحظاتُ العقد، و الجبر، و مباركاتُ الأهلِ، و ضحكات الأصدقاء، و لم الشمل على مائدةٍ بسيطة للعشاء.
يكفيني ان تكون رحلة عُمرة هي ما نبدأ بها حياتنا سويًا بأطهر مكان في بقاع الأرض.
سيكفيني منزلًا صغيرًا، مباركًا، أسس على التقوى، نرويه بذكر الله. سيكفيني لقيماتٍ معه من رزقٍ حلال، يكفي أن نرزق بالمودة و الرحمة، كما وعدنا القرآن.
يا حبيباتي، قصتي لا أريدها أن تُشبه أي قصة من قصصكن التي تقصونها علينا في مجلسنا كل مساء! ألا تكفوا عن التدخل و الإلحاح؟ القطار لا يهرول ورائي، فإني لا أستعجل و لا أطمعُ و لا أتنازل. أمثالي لا يريدون من كل هذا الزيف و التصنُع شيئًا! أمثالي لا يطلبون من الله سوى شخصٌ تتآلف قلوبنا معه، نراهُ و يرانا وطنه الذي عاش ما مضى من عُمره لاجئًا بدونه. نفني إن لم يكن حلالًا و نكتفي بدونه، زاهدين، مستعففين إن لم نجده.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات