ستكتشف كم كُنتَ قَوياً. و إلى أن يأتي ذلِك اليَوم، فقط قَاوم.

أعلمُ تمام المَعرفةِ أنّك مُحاطٌ باستمرارٍ بتلك الأفكارِ الخافتة بين رِحاب صَدرِكَ؛ "ليتني كُنتُ خَفِياً مَنسِياً" و بينَ الحينِ و الآخر، تَتمنى لو أنّ تُقبض روحُكَ فَتنتهي كل الآمك و آهاتك! مُستوطنةٌ تلكما الأفكار داخل رأسك، لا يُصادِقها سوى ذَلِكَ الصَوتُ الذي يَهمِسُ في أُذنِكَ، و يَنهشُ في فُؤادك؛ "أنتً لمّ تَعُد مُهِماً، لا مَكانَ لَكَّ بَيّن العَالمينَ."

ها أنا هُنا، لا أعلم من أنت أيُها القارئ، فلم يجمعنا سوى ذاك الشعور المُتبادل. و لكني أتيتُ لأذكرك، أنك و بالرغم من أمانيك بالاختفاء، إلا أنك ما زِلت هُنا! تُسمع نبضاتُ قلبك، و أنفاسِكَ المُتتالية..ما زِلتَ هُنا، لا لتتألم، بل لأن الله يُريدك هُنا! خُلِقت لتُضيء، لا لتَنطفئ! خُلقت لتُزهر، لا لتَذبُل! قَدّ وضعك اللهُ هُنا، في مكانِك هَذا، لأنهُ يَرى فيكَ القُدرةِ على اجتيازِ هذه الحياة، بكُلِ ما تَحملهُ في جَوفِها.أنتَ ما زِلتَ هُنا، لأنّكَ قَدّ خُلِقتَ و خُلِقَت معك رسالةٌ تحمِلها لهَذا الكون..قَدّ أوجدكَ الله و أوجد مَعك أسمى خُطة لحياتِك، أنت الآن تُنفذها..أنت ما زلت هنا! و لو لم تكن مُهماً، لكان ذهب بك القديرُ مُنذ زمن..أنت ما زلت هنا، و رغم الفوضى و الشتات، أنت ما زلت أنت. ما زال قلبك ينبض، ربما أسرع قليلاً، و لكنه ما زال قلبك اللين.لا تستسلم أيُها "المُزدهر"، هناك الكثيرُ من النجومِ الوهاجةِ هُنا في الأعلى، عَليك فقط أن تسحب نفسكَ إليها. هيا، تشبث بيدي و احمِل نفسكَ إلى الأعلى. لا تَسمح لِنفسكً بالذهابِ! هيا، جَميعُنا يُحاربُ هُنا في الأعلى، فقط اصعد و سنُحاربُ سَوياً..أعلمُ أنّك تشعُر بأنك لا تستطيع، و لكنك تستطيع! أقسِمُ لكّ أنك تستطيع! اصبر، و يوماً ما، ستنظر إلى الخلفِ، و ستكتشف كم كُنتَ قَوياً. و إلى أن يأتي ذلِك اليَوم، فقط قَاوم.

أنا أثق بك.

ريم عاطف

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

ملاك انتي صادقة

إقرأ المزيد من تدوينات ريم عاطف

تدوينات ذات صلة