في الحب, عالقونَ نحنُ في محطات انتظاره. فمن منا يستطيع الصمود حتى آخر محطة !


الانتظار..ألدُّ عدوٍ للحب .

أن تنتظر وقوعك في الحب او سقوطك فيه لتُحلق عالياً, غيرَ مُبالٍ باجنحته التي تحترق كلما اقتربنا من شمسه أو كدنا أن نتطهر بأشعته.

أن تنتظر لحظة الإعلان عن حبك حينما يفيضُ بداخلك, و يظهرُ واضحاً جلياً في ملامحك, و يصعب إخفاءه..

ان تنتظر أول عناق, أول قُبلة, و تكادُ لا تُطيقُ انتظار أن تَهَبك الصُدَف المزيد.

أن تتعجل الانتظار للقاء و تتوسله عند الوداع يأن ينساك قليلاً قبلَ أن يشدُّ الرحال و يُغادر على عجل..

و ما بينَ لحظات اللقاء و الوداع, يتربصُّ الانتظار بنا في محطاتٍ كثيرة ..

ففي محطات اللهفة, ننتظرُ حضور الحب طواعيه, غير آبهين بقيود الانتظار

التي تشلُّنا عن الحركة و تمنعنا من مغادرة المحطة.

و في محطاتِ الشوق, يُقلبُنا الانتظار كجمرٍ مُشتعل حتى نحترق و يُحيلُنا إلى رماد..

و ما أصعبَ محطات البِعاد, حيثُ نشقى بانتظارٍ لا نهاية لصلاحيته, و نُمنّي النفس بعبورٍ سريعٍ نغادره قبل أن يستهلكنا أو نستهلكه.

و هناك أيضاً محطات لا نعرف ماذا ننتظرُ فيها و يكون الشك و المجهول رفيقين يتناوبان على ممارسة سطوتهما علينا. يفقد الكثير في هذه المحطة الرغبة على إكمال الرحلة و يُغادروها مُحملين بأسئلةٍ لا إجابة لها. لا نعرِفُ حينها مَن المسؤول عن استسلامنا, الانتظار, أم يأسنا من انتهائه..

نتساءلُ حينها, متى تتوقف عجلةُ الانتظار, و هل لِزامٌ علينا في الحب الانتظار في جميع محطاته !.

و إن كان المرور بهذه المحطات ضريبة واجبةُ الدفع, فكيف َ نعبر محطات الانتظار تلك دون أن يطول مكوثنا أو نفقد القدرة على عبورها و نصبح مسافرين عالقين فاقدي الوجهة.

أم إنَّ الحب يولد في محطات الانتظار تلك, و يموت, ثُمَّ يُبعث من جديد


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تدوينات من تصنيف محتوى أدبي

تدوينات ذات صلة