أّلن يأتي هذا الصباحُ في بلادي يومًا؟! أّلن يأتي هذا الصباحُ في بلادي يومًا؟!

سيحلُّ في بلادي صباحٌ عاديٌّ حامِلًا في طياتِهِ شمسَ ربيعٍ دافِئة وسماءَ زرقاءَ صافيةً تحلِّقُ فيها العصافيرُ مُزقزِقَةً بِأعذبِ التغاريدِ والألحانِ، صباحٌ حقولُهُ خصْبة وأشجاره خضراءُ نضِرة وسنابِله شقراءُ لامِعة وزهوره أُرجوانية ملونة تتراقص متمايلةً في الحقل بِخفة ورشاقة تحاول التملقَ بينَ مثيلاتها، صباحٌ نسماتُهُ هادِئةٌ عليلة تلامسُ أطرافكَ، تنعشك وتبعث فيكَ ابتسامَةً لأن الصباحَ أتى!


صباحٌ مُحمَّلٌ بالوفاء والعدل والديمقراطية بأسمى أشكالِها

مُحمَّلٌ بالسكينة والحب،

بالوفرة والتطور والنماء

بالحكمة والنزاهة والولاء

صباحٌ بلا فساد ولا محسوبية!

بلا غدر الأصحاب ولا خيانة الأحباب!

بلا حرب ولا خراب

بلا آفات ولا آهات

بلا سرقة ولا حرقة

بلا كذب ولا تلاعب

بلا بطالة ولا عمالة

بلا استغلال ولا انتحال

بلا وباء ولا غلاء ولا ضوضاء

صباح عاديٌّ جدًا،

صباحٌ بلا نكسات

يرتاد فيه الطالب مدرسته وينطلق الموظف لعمله

يلعب الأطفال كرة القدم في شوارع الحي وتقفز الفتياتَ بالحبل وتلعبن في العرائس والدمى

وتتبادل فيه النسوة أطرافَ الحديث من الشبابيك

ويمشي البائع المتجول في شوارع المدينة مناديًا ببضاعته بحثًا عن لقمة العيش

نحظى فيه بنومٍ هانئ وبالٍ هادئ

ونغدوا فيه بعيشٍ كريم وطعامٍ شهي وأفراحٍ كثيرة ونقاء وصفاء

سيبقى للأفراح في صباحنا الحلوِ هذا طعمٌ شهيٌ ولونٌ زاهٍ

سنشفى من علّاتنا وسنرتقي بذواتنا

ستتضح رؤية بلادنا وسنحارب أعداءَنا

سنتقدم للأمام وننتصر بين الأمم

سيرفرف علم بلادي عاليًا كما الهمم

لكن سؤالً يجولُ في خلدي طارقًا عتبات قلبي:

أسيأتي صباحٌ كما نحلم؛ صباحٌ إيجابيٌ بحت ينشر التفاؤل في الأرجاء كَ موسيقى وديعة وكوب قهوة دافئ في صباحٍ باكر؟!

هل سنستيقظ ولو لمرةٍ واحدة فقط على صباحٍ كهذا نعيشُ فيه حياةً كالحياة؟

حياة بسيطة وسلسة مليئة بكل المعاني الجميلة وفائضة بالحب والود واللين؟!

أم أن حلمي خيال وتحقيقه محال؟!

أَحلمٌ ساذجٌ كهذا يصعب تحقيقه؟!

أتساءلُ كثيرًا: هل سيأتي الصباحُ العاديّ أم أنَّهُ سيظلُّ فكرة تجول في الداخل تبنى فيها آمالٌ وتنسجُ منها أحلام وتحاول الولادة من جديد في يومٍ ما؟!

أستبقى صباحاتِنا مليئة بالخيبة والانكسار والحرقة والدمار والأمراضِ في الجوار؟

سؤالٌ يراودني وإجابته تقطِّعُ أشلائي من الداخل،

فإجابته معروفة حتمًا

لكن يبقى للتفاؤلِ طعمٌ "نعم سيأتي الصباح"...


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات شيماء شقبوعة

تدوينات ذات صلة