لحن الحياة تعزفه "الآنسة صفاء" على أوتار قلوب أطفالِها وقلوبنا!
علمتنا قناتُنا "سبيستون" الجميلة أنَّ مشاعر الأمومة ليست حكرًا على الأم التي تنجبُ طفلًا من رحمها أو تحمل جنينًا في أحشائِها وحسب،
قد تشعُرُ بها مربيةً فاضِلةً ومعلمةً حنونةً وزوجةُ أبٍ عطوفةً كما "الآنسة صفاء" تلكَ الآنسة العطوفة صاحِبة القلب الرقيق كالنسيم في مسلسل "لحن الحياة".
هذِه الآنسة كانت أكثر من زوجة أب ومربية، فقد كانت أُمًّا حانية رَؤوفة لسبعة أطفال بؤساء فقدوا والدتهم، أطفالٌ أُجبروا على التّطبّع بصفات الشقاوة والعناد رغمًا عنهم وكيفَ لا يفعلون وقد سرقَ الموتُ غاليتهم الحبيبة التي كانت تنير البيت ولم يترك لهم سوى الحزن رفيقًا لهم في دُنياهم، إلى أن جاءت الآنسة صفاء وقلبت حياتهم رأسًا على عُقب ليعُمَّ الفرح أرجاء البيت وتتراقصُ قلوبهم البريئة فرحًا،
فصفاء التي يفيضُ قلبُها حبًّا وحنانًا ويتسع حضنها الدافئ لهؤلاء الأطفال كبيرهم وصغيرهم وتهتفُ لمساتُها على وجوههم موسيقى وديعة تنبع من يداها الناعمتين، جاءت لتنشر المحبة والحياة والسلام!
أَوقَظت صفاء رقيقة القلب مشاعِرَ الأمومة بداخلنا منذُ الصِغر، كَبُرنا وكَبُرت معنا تلكَ المشاعر. جعلت قلوبنا تفيض حنانًا وتزهرعطفًا وعلمتنًا أن هذه المهمة المقدسة "الأمومة" والحضن الدافىء والإحتواء لا تقتصر على الأم بل تكبر فينا وتنمو كما الأزهار يسقيها حبٌّ صادق ينبع من قلب حاني لأطفالٍ فقدوا مصدر الحنان، فأصبحت هي من تَمُدُّهم بحنان الأم وتعتني بهم رُغمَّ أنهم ليسوا من صُلبِها. كانت تتحملُّ شقاواتهم وتتقبل هفواتهم وترعاهم بل وتقف سندًا لهم في كل معضلة تقف في طريقهم كأُمٍّ وأكثر!
هذا ما تعلمناه من "لحن الحياة" هذا المسلسل العظيم الذي كان جزءًا لا يتجزئ من طفولتنا (نحن شباب المستقبل)، فتعلمنا أنَّ المربية الفاضلة والمعلمة التي تتسم بالحب والرحمة العطف والرأفة ورقة القلب تكون أُمًّا، وأنَّ هذه المشاعر تولِّد الأمومة التي تجعلك شخصًا مُحبًّا تنشر الحب فيعم السلام.
الآنسة صفاء ستبقى حيّة في قلوبنا، ففي كلّ مرة ستَدُّقُ قلوبنا عند مرورها في أذهاننا، وستُذَكِّرنا أنَّ الحياة ما زالت بخير وأنَّ هناكَ أشخاص في مكان ما يحملون بين ضُلوعِهم قلوبًا رحيمة وعطوفة تمامًا كقلبها...
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات