كل ما أعلمه أنني أحبك وأعلم أنَّ هذا اليقين الوحيد في حياتي!

حبيبي الله

أنتَ السلامُ ومنكَ السلامُ وإليكَ السلام،

هذه المرة أخط حروفي إليك، عادةً أكتب مئاتٍ من الكلمات والجمل، لكنني هنا أجهل تنسيقها في جمل تليق بعزتك وجلالك، أكتب رسالتي إليك ويدي ترتجف وقلبي ينبض بسرعة فأسمع نبضاتي وكأنها قبولٌ تقرع في جسدي وعقلي يرتبك محاولًا ترتيب الجمل والكلمات مرات عديدة كي تليق بك، رغم أنك البصير الذي يبصر كل تفاصيلي والسميع الذي ينصت لآهاتي ومناجاتي دون أن أتفوه بها، والعليم الذي يعلم ما أسره في قلبي وما أجهر به، ورغم أنك الحبيب الذي يسندني والجبار الذي يجبر كسري والقوي الذي يمنحني القوة، رغم أنك الميسر الذي يلهمني في كل مرة لأصل وأكون، رغم كل ذلك أجد نفسي مبعثرة في الكتابة!


يا الله

أناجيك وأخط حروفي إليك رغم أنك تعلم من قبل ما الذي سأخطه وكيف سأخطه، فهذا إلهامك وفضلك الذي أنعمت عليّ به، كثيرة هي الأشياء التي أريد أن أخبرك بها لكن أولها وأهمها وأعظمها أنني أحبك وهذا أكثر يقين حقيقي في حياتي!

أنا أقصر في حقك كثيرًا لكنني أحبك، أحب لطفك الخفي في لحظاتي الصعبة وأحب آياتك الحانية التي تربت على كتفي في أيامي العصيبة، أحب سترك على زلاتي وحلولك التي تطرق بابي بلا مواعيد، أحب النور الذي تمد بصيرتي به فأقوى بك وأعتز بحبك أكثر وأكثر، أحب كونك الوكيل الذي أجده في كل وقت حين يتلاشى كل من حولي،

نعم أحبك!

أعلم أنني لا أعبدك حق عبادتك ورغمَ هذا تغفر أنت بعظمتكَ زلاتي وهفواتي،

أسهو أحيانًا في صلاتي، فتغفر أنت!

وأقضي بعضًا من وقتي بلا علمٍ ولا عملٍ، فتغفر أنت!

أتبّع شيطاني في بعض الشهوات، فتغفر أنت!

تسحرني مستحضرات التجميل وتستهويني العطور بروائحها الوردية النفاثة تحاول السيطرة عليّ، أضعُ منها في بعض الأحيان، أستغفرك، فتغفر أنت!

آتي إليكَ بلا سبب ولا طلب فقط لتغفر لي وترحمني، لأنني أعلم أنَّ لديك رحمة واسعة، واسعة جدًا تكفي لأكونَ جزءًا صغيرًا تحتَ ظلالها، وفي كل مرة ترحم وتغفر أنت!

أحمَدُكَ كثيرًا وكل ما أريده أن اجتهد في معرفتك أكثر وأن أطيعك أكثر وأحبك أكثر، رغم أنك الحبيب الذي يحتل حجراتي الأربع، الحبيب الذي يجبر كسري، الحبيب الذي ليس قبله أو بعده حبيب!

يكون حديثي عادةً معك في سجدات تسمع بها كل ما أقول، أعلم أنني أتحدث معك أحاديث مطولة وأخبرك بتفاصيلي وأحلامي وأحزاني وأفراحي وآلامي ومخاوفي، أخبرك بكل شيء بلا استثناء، وأنت تسمعني في كل مرة وفي كل لحظة بلا مواعيد وتقبل لقائي كما أنا بنقصاني وزلاتي، تنصت لقلبي عندما أتحدث معك بصمت عندما أعجز عن التفوه بكلمة، فأنت خير سامع وخير مجيب وخير ملهم!

هذه المرة أردتُ أن أتحدث معك على مرآى العيون، أردت أن يعرفوا حبيبي القريب في كل لحظة، حبيبي الذي يغفر ويسمع ويجبُر ويُربِت ويهدي، حبيبي الذي يبُصر ويسند، حبيبي الله!

حبيبي الذي أزوره بلا موعد، وأتحدث معه بلا ترتيب مسبق لكلماتي، حبيبي الذي يُرمِّم ما تهدِمُهُ الحياة ويستر كل ما أسهو به، حبيبي الذي يُؤَّمِن خوفي ويُهدِّئ رَوعي!

التعبير عن حبي لك لا تكفيه لغات العالم بأسره ولا حتى جميع مشاعر الحب الفياضة، كلها لا تكفيك، أعلم يا الله أنَّ حبك رزق ترزقه لمن تشاء حين تشاء، أحبك يا لله وأحمدك على هذا الرزق، وأريد أن يصبح وفيرًا لا تساويه الدنيا.

أحبك بعدد ألطافك الخفية ونِعَمِك التي لا تعد ولا تحصى، أحبك بعدد سهواتي التي تغفرها وبعدد خلقك وملائكتك وزنة عرشك ومداد كلماتك،


أحبك...



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

من أراد أن يكلم الله فاليصلي أو يدعوا ومن أراد أن يكلمه الله فاليقرأء القرآن فهو كلام الله......

إقرأ المزيد من تدوينات شيماء شقبوعة

تدوينات ذات صلة