كيف حولت القراءة من هواية أمارسها حيناً وانقطع عنها حيناً
كيف تحول القراءة من هواية لـ روتين يومي ؟
القراءة من الهوايات المشهورة والدارجة هي والرسم، أول الإجابات التي تبادر إلى أذهاننا عند سماع سؤال عن الهواية، حتى لو لم تكونا حقاً من هواياتنا.
يتم تشجعينا على إحداهما - القراءة أو الرسم - أو كليهما سوياً، قصص أطفال ودفاتر تلوين، هكذا امتلأت طفولة الغالبية منا.
في طفولتي اكتشفت حبي لها، تلك السعادة التي تنتابني كلما أنهيت قصة جديدة، كانت أمي تشتري لي قصة كل أسبوع كهدية على التزامي بالفروض، الواجب، أي شيء أقوم به، مما جعل من القراءة فيما بعد ملاذي المريح بعد كل تعب.
توقفت سنوات عديدة حتى بدأت دراستي الجامعية وقررت استئناف ممارسة هوايتي، كان الأمر صعباً في البداية، ينتابني الملل بسرعة واترك الكتب في منتصفها.
خضت العديد من المحاولات للالتزام بالقراءة حتى توصلت إلى الآتي :
١- قليل مستمر خير من كثير منقطع
كقارئ، من أشهر المشاكل التي ستواجهك، عدم الالتزام، ستقرأ كتاباً كاملاً في يوم، وقد تقضي بعدها شهوراً لا تلمس كتاباً بعده، وهكذا، أيام تقرأ بنَهم، وأيام أخرى لا تجد الوقت أو الإقبال الكافي للقراءة، قررت أنني سأقرأ خمس صفح كل يوم، سيكون هذا حدى الأدنى في البداية، مهما حدث فلن أنام بدون أن أنهي الخمس صفح، ، تحليت بالصبر والتزمت بالورد اليومي للقراءة حتى مرت أربعة أشهر ، لم أنجز فيها الكثير، لكنني اعتدت على وجود القراءة كجزء في يومي.
٢- لا تركض بكل طاقتك في البداية:
ثاني أشهر مشاكل القراء وأكثرها خطورة،هي الـ reading block، عدم القدرة على بداية القراءة، لا نتحدث عن قلة الالتزام هنا، لكن القارئ لا يستطيع انتقاء كتاب وقرائته، لا يتمكن من فتحه والنظر بداخله، يعد ال reading block خطيراً لأنه قد يستمر لسنوات أحياناً، وهو ما مررت به.
أول ما قد يُدخلك في reading block هو الاندفاع في القراءة دون تنظيم ورد محدد، قراءة مئات الصفحات في يوم واحد حتماً سترمي بعقلك في آبار الملل، الإرهاق، ربما الاكتفاء قليلاً، لذا وجدت أنه من المناسب تحديد حد أقصى للورد في يومي لا أتخطاه مهما بلغت إثارة الكتاب، إجبار نفسي على التوقف عن القراء بعد انتهاء الورد والبدء في اليوم التالي.
شخصياً لا أزيد عن ستين صفحة في اليوم وربما ثلاثين، مهما بلغ جمال الكتاب وتشويق الرواية، أتوقف، فقط أتوقف، عدا أيام الجمعة، لا أضع لها حداً.
٣-أزمة الوقت
حدد وقتا للقراءة، قد يكون ذلك ليلاً قبل النوم، أو في الظهيرة بعد الغداء، ربما صباحاً قبل العمل أو الدراسة، تحديد وقت سيحميك من الوقوع في جلد لذاتك لانك ضيعت اليوم بلا قراءة.
٤- كتب قاتلة
انتقِ كتبك بعناية شديدة، ابحث عن الكتاب جيدا وهل يتوافق مع ذوقك أم لا، عدد صفحاته ملائم لك في حالة كونك مبتدئاً أم لا، وإن كان كتاباً دسماً، من الأفضل أن تقرأ بجانبه شيئا سهلا ليخفف من وطأة المعلومات الثقيلة المتتابعة على عقلك، ديوان شعري ربما أو كتاب قصص قصيرة.
٥- لا تتوقف أبداً
جميعنا نمر بأوقات انشغال ننسى معاها تناول الطعام فضلاً عن ممارسة القراءة، في تلك الفترات المزدحمة، يمكنك اللجوء إلى الكتب الصوتية، البودكاست أو قراءة مقالات قصيرة، سيحافظ هذا على طاقتك كقارئ.
هذه تجربتي المتواضعة مع القراءة، كيف حولتها من هواية لعادة يومية لا يكتمل يومي دونها، هى خطوات مارستها بنفسي، قد لا تتناسب مع الجميع، لكنني آمل أن تفيد ولو شخص واحد.
في النهاية، جميعنا قراء، فقط ينقصنا الكتاب المثالي.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
راق لي هذا المقال وشكرا لك على الإفادة.
مقال رائع صراحة روشتة فعالة لمشاكل كثيرة وقعت فيها كثيرا.
تحياتي