قصة على لسان شجرة تروي ما حدث لها و لشقيقاتها في يومهم المشؤوم القصة من وحي خيالي مكاتبة لكنها قد تمثل بعض الأحداث في حياتنا

أقف شامخة أعلى هذه التل منذ مئات السنين أنا أكبر أشجار هذه الغابة سناً لذا أُعتبر الرأس و المركز لا أتباهى لكن تعلمون ما يقولون مع تقدم العمر تزداد الحكمة.

مضت أيامنا بهدوءٍ و سلام حتى جاء يومٌ و دخل مجموعة من الرجال إلى الغابة ظنناهم سياحاً عاديين فالبداية حتى أحسست بهم يغرسون شيئاً في جذعي التفتُ إليهم استطلع ما يفعلون؟ لحظة ما هذا؟ ماذا يعملون؟ ادخلوا نصلاً مؤمناً في ساقي يتحرك سريعاً و يصدر صوتاً عالياً شعرت به يغوث في أحشائي ، في كل لحظة يزداد تعمقه داخلي لم أدري ماذا أفعل؟! فأنا لا أُجيد الصراخ!! و لا أبرعُ فالقتال!! لذا أسلمت نفسي للواقع كان هذا خياريَ الوحيد ، دقائقُ معدودة حتى صرت أترنح رأيتهم ينظرون إليَّ و ابتسامة النصر تعلو محياهم ، أغمضتُ عيني حتى أرتطمت بالأرض بقوةٍ هزتِ المكان دوى صوت سقوطي ذاك فالأرجاء حتى أنني شاهدت أسراباً من الطيور تهرب فزعة ، درت بنظري فالمكان كنَّ ينظرنَّ إليَّ بألم و حسرة و حزن أغمضتُ عيني بأسى : أنا زعيمتهنَّ راقبنني و أنا أسقط .

أحسست بالضعف و الوهن و قعدت أنا و راقبتهنَّ يقعنَّ ورائي الواحدة تلو الأخرى لقد استسلمت فاستسلمنَّ هنَّ من بعدي ، أملهنَّ و نصرهنَّ أنا قد هزمتُ فكيف بهنَّ؟!

قابلتهنَّ بعد ذلك بعدة أعوام و لكنهنَّ كنَّ مختلفات بعضهنَّ مقاعد و أخرُ طاولات علاقاتُ ملابس و حتى خزائنُ للأحذية أما أنا فكنت سبورة حالنا الٱن مبكية أليس كذلك؟! لكن المبكيَّ أكثر بل اسمحوا لي أنا أقول المضحكَ المبكي أنهم قد اجتثونا من أرضنا ليبنوا مكاننا معهد دراساتٍ عن البيئة للمحافظة عليها " فعلاً الحياة لا ترحم "

#شهد_الربايعة 🌼🎶

SHAHED ALI

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات SHAHED ALI

تدوينات ذات صلة