سنن الله الكونية هي الفطرة التي فطرنا الله عليها ، ندركها فتشكل بصيرتنا وهكذا تشكلت بصيرتي ..
للًه دائمًا في كونه سنن، يسير بها، و نسير نحن أيضًا على خطاها، تنبع من داخلنا و تتشكل بصيرتنا مرة وراء مرة بكل موقف نمر به، و قليل من هذه المواقف الذي يمر بداخلنا كالنور، فيضيء ظلمة كادت تظلم قلوبنا..
أقف دائمًا متسألة أمام ذلك اللفظ القرآني الجلل، عند كل آية يذكر فيها المولى عز وجل هذه القاعدة الكونية، و عند كل مرة أقرأ بها ذلك المعنى الذي أراه بعيني فيقع كل مرة بقلبي كأنها أول مرة..
” وليمحص الله ما في قلوبكم “
” وليمحص الله الذين آمنوا منكم و يمحق الكافرين “
" وليمحص الله الخبيث من الطيب "
و إلى آخر الآيات التي تقع جميعها في دائرة واحدة و هي دائرة الابتلاء، مهما اختلفت صوره، و مهما تعددت طرقه، فهو لحكمة إلهية ربما لا ندركها للوهلة الأولى لكنها حين نرددها بصدق تشكل داخل قلوبنا معنى لا يخفت نوره أبدًا
لندرك كيف أن للإيمان إثبات وأن هذا الأثبات هو البلاء ، و أن هذا البلاء يكون على قدر سعة كل منا و لرحمة الله أنه تختلف صوره باختلاف طاقتنا و احتمالنا له..
و هذا الأختبار يجب أن يمر به كل مسلم حتى ينتقل إلى درجة أعلى من الإسلام إلى مرحلة التسليم التام والإيمان التام .
فيمحص الله كل ما في قلوبنا من مشاعر، من أفكار و خواطر، من مكنونات لا يعلمها سوا هو، حتى يزيل كل الشوائب، و نتحرك من دائرة بعيدة إلى دائرة أقرب و أقرب..
و يأتي لفظ ” ليعلم الله “ توكيدا و تأكيدًا على هذه السنة الكونية، على هذا المعنى العظيم، أن البلاء ما هو إلا إثبات لصلاح إيماننا، لصلاح قلوبنا، حتى يعلم الله المؤمنين منا و المنافقين..
و بالإدراك القليل نجد أن هذه القاعدة الربانية تتخلل كل شيء في حياتنا،
كم المرات التي تكالبت علينا أفكارنا فتجعلنا نشعر بمشاعر جمة، مشاعر حقيقية في الإحساس بها، لكنها ليست بضرورة أن تكون هي الحقيقة، فنتمنى لو أن نجد ما يمحص كل تلك المشاعر حتى يصفها في وصفها الحقيقي..
و كم هي دوائر حياتنا، دوائر الأشخاص الذين لو وضعناهم جميعا في دائرة واحدة يكون ظلمًا لأنفسنا فنؤذي، و يكون ظلمًا لهم أيضا فيسمح لهم دون إدراكهم بإيذانا..
و تأتي الشدائد” فتمحص تلك الدوائر “..” لنعلم “ كيف نرتب دوائرنا و كيف نجبح لجام أنفسنا..
و على غرار كل الأمثلة التي لا تعد ولا تحصى، يجب أن نمتلك هذه القاعدة الربانية في أذهننا ، أن تستقر في قلوبنا حتى نتعلم و نعرف ونعلم دوائرنا الحقيقية :')
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات