الطفل ككرة العجين تشكله وتلونه بيديك كيفما تشاء، طفلك إرثك في هذه الحياة، وحصادك الذي تزرعه. فأطفالنا صنع أيدينا.
أطفالنا خلقوا بطهارة ونقاء الأنبياء، لم يخلقوا عدوانيون، أو سارقون، أو يعانون الإكتئاب، نحن من نزرع الشوك في نفوسهم، ونشوههم نفسياً، أطفالنا يبكون فنصرخ عليهم ليتفوقوا عن البكاء فصراخهم يزداد، وكل ما يحتاجه في ذلك الوقت هو إحتضانك له ليهدأ، نعنفهم جسدياً ونفسياً علي أخطائهم، لنربي طفلاً عنيفاً وعدوانياً، يكبر ليسقط عدائيته علي زملائه في المدرسة وأصدقائه في الشارع. أطفالنا لا نستمع إليهم، ونهمل في أخذ حقهم بحجة إبن عمك وإبنة خالتك، ولكي لا يحزن العم والخالة نربي أولاداً فاقدين الثقة وجبناء. لن ننسي نقاشات الأم والأب أمام أولادهم التي تصل لحد الصراخ علي بعضهم، يفقدون إحترام أولادهم لهم، بالتدريج الحب أيضاً، فإنزوا علي أنفسهم، ولم يعودوا راغبون في البقاء معكم، غرفهم أصبحت المأوي والمهرب من خلافاتكم.
من خلال عملي في الصحة النفسية والتربية الإجتماعية، أري أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم الثماني سنوات وأيضاً في مرحلة الحضانة، يسرقون ممتلكات أصدقائهم عند الحديث مع الأهل أول ما يقال أنه لديه كل شئ.. لماذا يسرق؟. يأخذ من محفظة أبيه ما يريد ولا يسأل ماذا أخذ؟! نربي طفلاً يري كل شئ يريده يصبح ملكه، ليس عيباُ أن نلبي إحتياجات أبناءنا، لكننا لم نبني حدوداً لهذة التلبية، أصبح طفلاً يعيش بمعادلة يري ـــــــــــــ يريد ــــــــــــ يأخذ. باطل ما يكتسبه بفعل ما تعود وتربي عليه.
أحياناً نري أطفالاُ أعمارهم شهوراً عصبيون، وكثيروا الصراخ، عود إلي البيت، إلي الأم والأب، ستري أحدهم أو كلاهما صوته عالي أو كثيروا الصراخ. بل نعود لفترة الحمل لنري نفسية الأم طوال التسعة الأشهر وكيف تؤثر المشكلات والعصبية علي الطفل؟.
يجب علينا فهم أطفالنا، لتكون فعالاً في توجيه ورعاية طفلك، إحدي الطرق التي تساعد علي فهم الطفل من خلال مراقبتهم أثناء اللعب. أعرف ما هي الأنشطة المفضلة لهم؟ هل يتكيفون مع بيئتهم بسهولة أم يحتاجون بعض الوقت والإرشاد منك؟ أيضاً مراقبتهم أثناء تناول الطعام والنوم. تساعد علي فهمهم وأي عثرات تواجههم.
الحديث معهم شئ بالغ الأهمية، يجب أن يكون لديك وقت للتحدث مع أطفالك، لإكتساب المعلومات والفهم لديهم. في حالة الأطفال الصغار يكون التواصل اللفظي أقل فهو يحتاج إلي لغة جسد وتعبيرات الوجه أكثر لفهم مشاعرهم، وأيضاً طرح الأسئلة عليهم طريقة للتواصل معاهم وفهم أفكارهم ومشاعرهم. عليك أيضاً بإحتضان طفلك كثيراً وتقبيله ليفهم حبك تجاهه.
العلاقة الإيجابية بين الوالدين، وعاء ينشأ فيه الطفل، يوفر الدعم وإحترام الذات والتقدير الصحي لدي طفلك. عليك بتخصيص الوقت لقضاء اللعب مع طفلك وحده ووقت أخر مع أخواته ( اللعب الجماعي)، واذا كان طفلاً وحيداً عليك بدعوة أفراد العائلة من حين لأخر للعب.
علينا إحتواء أطفالنا، مشاركتهم كل شئ مشاعرهم، لعبهم وطعامهم. اذا كنت تواجه مشكلة أو تساؤل لا تتردد عليك اللجوء لمختص أو طبيب نفسي، فأطفالنا هم ثروتنا في الحياة.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات