واقع القراءة المؤسف في وطننا العربي هل هو نتاج أيدينا؟ أم وراثناه عن أبائنا؟ أم فرض علينا؟
طفل اليوم، طفل الهاتف المحمول والتابلت واليوتيوب، وتطبيقات آخري أصبحت وسيلة إلهاءه. والراحة من إزعاجه. ولم نفكر يوماً بأن نعطي أطفالنا كتاباً ينتفعون به. حتي وإن كانوا صغارا ربما ينتهي بهم الحال بتمزيق الكتاب، لكنها ستصبح عادة وهواية المستقبل فيما بعد، لكن الآباء والأمهات ليسوا فقط بقارئين ولكنهم يقتلون حس القراءة في نفوس أبنائهم.
نحن لا نحرم أنفسنا فقط من القراءة. بل نحرم أطفالنا من تنمية مهارة القراءة لديهم، وبالتالي حرمنهم منها في شبابهم. فيصبح لدينا شباب لا يقرأ. وبالتالي أباء وأمهات لا يقرأون وتتوالي الدائرة لأجيال قادمة.
وبرغم إتجاه بعض الشباب العربي نحو قراءة بعض الرواية الرومانسية لبعض الكتاب الجدد، لا تعلم السبب هل فعلا لقرأتها أم تصويرها علي حساباتهم التطبيقية. وإعتماد بعض الكتاب عنوانين غريبة أو غربية لرواياتهم. الأمر الذي بات كلما كان العنوان أغرب أصبح ملفتاً أكثر للقراءة وجذباً للإنتباه.
واقع القارئ العربي، واقع حزين، تناولته تقرير التنمية الثقافية عام 2011 بأن القارئ العربي يقرأ بمعدل 6 دقايق سنوياً مقابل القارئ الغربي الذي يقرأ 200 ساعة سنوياً.
وعدد الكتب التي يصدرها الوطن العربي لا يتجاوز 5000 كتاب، بين يتجاوز عدد إصدارات الكتب في أمريكا وحدها 300 ألف كتاب. هذا الإنتاج العربي من الكتب يمثل 1.1 من الإنتاج العالمي من الكتب برغم زيادة عدد سكان الوطن العربي بنسبة 5.5 مقابل سكان العالم.
أما بالنسبة لعدد الكتب المتوافرة للطفل العربي سنوياً لا تزيدعن 400 كتاباً. بينما الكتب المتوافرة للطفل الأمريكي فاقت 13260 كتاباً والطفل البريطاني 3837 كتاباً.
ساعد علي ذلك سياسة التعليم في دول الغربية التي تشجع طلابها علي إستعارة الكتب متي شاء تقديراً لأهمية القراءة وتشجيع الطفل علي أن ينشأ في بيئة تحب القراءة. لكن نظراً لوضع التعليم العربي ونسبة الأمية المرتفعة بين مواطنيه خاصة بين شريحة النساء بنسبة 60.60% ووجود ملايبن من المواطنين العرب تحت خط الفقر. ألهالهم السعي خلف لقمة العيش، فثمن كتاب لن يتوفر إذا لم يوفر ثمن الخبز. ودوران طاحنة الحياة أغمي أعيونهم عن غذاء عقولهم مقابل بطونهم. من يلوم هذه الفئة في وطننا العربي؟ مع وجود وسائل إعلام تسرد طوال اليوم أخبار وبرامج تغني عن قراءة هذا المواطن للصحف اليومية التي كانت يوماً ما عادة لديه.
ربما قرأت عبارة مصر تؤلف، لبنان يطبع، والعراق يقرأ. لكن بعد الأحوال السياسية والحروب بالمنطقة العربية تبدلت معطيات هذة العبارة. فأصبح يقرأ اللبنانيون نحو 588 دقيقة سنوياً، يليهم المصريون 540 دقيقة، والمفرب 506 دقيقة. هذه الأرقام تشمل قراءة القرآن الكريم والصحف والمجلات والكتب الدراسية.
بخلاف الأسباب التي أدت إلى واقع القراءة في وطننا العربي، هل سنسلم أنفسنا لهذا الجهل لإبتعادنا عن القراءة؟ هل نقضي علي مستقبل القراءة لدي أطفالنا؟ أم نبدأ بأنفسنا ونأخذ بأيدي أطفالنا نحو مستقبل قرائي أفضل
ليست بحاجة لحرق الكتب لتدمير الثقافة، فقط إمنع الناس من قرائتها. راي برادبري
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
شكرا جزيلا لك حمزة
تدوينة رائعة حقاً, أحسنتِ.
شكرا علي دعمك