فن إتخاذ القرار ليس شيئاً يسيراً خاصة عندما يكون قراراً مصيرياً يؤثر علي حياتك.

أحياناً يصيبنا بعض الحيرة والشك في إتخاذ قرارتنا، وأحياناً لا نعرف كيف نتخذ قراراً مهماً في حياتنا. فن إتخاذ القرار يتوقف علي شخصية الفرد وطريقة تفكيره وأحساسيه ورؤيته للأشياء من حوله، وأيضاً الظروف المحيطة به.

التفكير هو الذي يحدد المصير لذلك لابد أن تقرر كيف تفكر بطريقة صحيحة. إبراهيم الفقي

طريقة تفكير الشخص ونظرته للأحداث التي تجري في حياته وكيف يحللها ليخرج بحصيلة قراراته. يحددها قيم الشخص ومبادئه التي تتكون خلال نشأته وتجاربه الحياتية. كلما كان تفكير الشخص إيجابي ونظرته للأحداث المحيطة به إيجابية كلما كان قادر علي إتخاذ قرار عقلاني وواضح. طريقة التفكير الإيجابي يحددها المنطق وتحليل مجري الأحداث التي يعيشها الشخص وليس أهوائه وكلما كان المنطق والتفكير العقلاني المسيطران سيصل الإنسان إلي قرار صحيح.


الأحساس:

%95 من القيم الحسية والعاطفية، و90% من قيمنا كلها تتكون خلال السبع سنوات الأولي من حياتنا. إذ خبراتنا العاطفية تتكون خلال سنواتنا الأولي وتتأثر بجو الأسرة والمحيط العائلي والأصدقاء والمدرسة وتؤثر علي ذكرياتنا وعلي عقولنا في إتخاذ القرار. لكن هذه الخبرات الحسية السلبية والتي تؤثر سلباً علي قراراتنا يمكن أن تتغير بالتجربة وربطها بأحداث وأفكار إيجابية عندما يعود إليها المخ تكون تحولت إلي قيم إيجابية. فالشعور والإحساس ينتج عنه الفعل، فعندما تشعر إنك مكتئب أو حزين فيترجم المخ إحساسك فيتنج فعل وسلوك يعبر عن ذاك الأحساس. لذلك عندما تتحكم في إحاسيسك ومشاعرك تتحكم في سلوكك وأفعالك وإتخاذ قرارتك.


كيف أتخذ قراراً ناجحاً؟

لكي تتخذ قراراً ناجحاً، يجب أن يسبق التفكير والمنطق الأحساس وليس العكس فالأحاسيس وحدها لا تبني القرارات.فاذا كان التفكير غير منطقي فأن الإحساس الناتج عن الأفكار يكون غير مدرك وغير عقلاني فبالتالي سيكون الفعل والسلوك غير مظبوط والعكس صحيح. وعليك ان تحدد ما تريد بشكل واضح وأن تحتم الأمر أكتب أفكارك لكي تتضح رؤية الموقف أمامك بوضوح. ولكي تكتمل عملية إتخاذ القرار عليك بالحدس. تلك الحاسة السادسة التي تملكها، ذاك الحديث الداخلي الصادق الذي يخبرك ماإذا كان عليك إكمال الطريق أم لا. عليك أن تثق به. والحدس يختلف عن الحديث مع الذات. لأن الحدس يوصلك إلي راحة نفسية بينما الحديث مع الذات يمكن ان يكون سلبياً فياغلب الأوقات.


ولكي تتخذ قراراً ناجحاُ، تجنب ضعف الثقة بالنفس، فهي فخ يوقعك في إتخاذ قرارات سيئة ومتسرعة، فضعف الثقة تحدث خلل داخل ذات الشخص وفي تصوراته عن نفسه وعن العالم من حوله ربما لتجربة سلبية سابقة أو خوفه من الفشل نتيجة إتخاذ قرار معين. علي الشخص أن يلجأ للمنطق وتحليل الظروف المؤثرة في الموقف. وعدم التعميم السلبي للموقف كاملاً، فمرورك بخبرة سلبية سابقة لا يجب أن مبرراً للحكم علي الموقف سلباً وبالتالي إتخاذ قراراً غير صحيح. لا تنظر للنصف الفارغ ولا النصف الممتلئ بل أنظر للكوب كله. لكي تحكم علي الموقف حكماً منطقياً وإتخاذ قراراً ناحجاً.

عليك بالثقة في الله ولا تخف الفشل في إتخاذ قرارتك. دائماً تأمل خيراً وتفاءل وكن مبشراً لنفسك بأنه دائماً في إنتظارك الخير .



سارة شكري

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

الحديث مع الذات كأن تخبرك نفسك بفعل شئ يرفضه عقلك ويبعث في نفسك عدم الاطمئنان والحديث مع الذات ايجابي واخر سلبي ويعتمد علي افكارك و رؤيتك لذاتك. انما الحدس يشبه التنبؤ وشعورك بالارتياح لقرارك، كأن يقول عقلك ساذهب لهذا المكان ولكن لديكي احساس بعدم الراحة بالرغم من رغبتك في الذهاب لكن حدسك يقول لا. انما بالنسبة لخبراتك وتجاربك السابقه لا تجعلها تؤثر علي حياتك الحالية وقرارتك من منا ليس لديه تجارب فاشلة؟ّ! لكن تعاملك وتجاوزك هذة التجارب هي ما تحدده طريقة تفكيرك وعزيمتك لتجاوزها. اياكي أن تستسلمي لمشاعر الضعف وعدم الثقة فانتي تستحقي الأفضل والأحسن دائما وأتصرفي واتخذي قرارتك علي هذا الأساس بجانب المنطق ومراعاة ظروف الموقف سواء بالنسبة للعمل او الدراسة او التعامل مع الناس. وشكرا علي تعليقك فرح عقل

كيف أفرف بين الحدس والحديث مع الذات.. بتختلط الأمور مع بعد بالنسبة لي، !وبسبب تجارب فاشلة سابقة فقدت الثقة بقراراتي واختياراتي حتى لو كانت مبنية على المنطق بناءً على مبدأ مش كل اي بكون ظاهر بالبداية، بالأخص عندها يتعلق الأمر بقرارات مصيرية مثل للعمل، والدراسة والتعامل مع الناس

إقرأ المزيد من تدوينات سارة شكري

تدوينات ذات صلة