بداخل كل إنسان نوره الخاص به إن لم يُرِده طمسه، وإن أراده يزيده توهجها وإشعاعا.

يقولون "أن الله يغار علي عباده من التعلق بأحد سواه".


ألهذا السبب توجد قلوب لاتتخذ من البشر احبابا ولا من الناس أصحابا؟.


ألهذا السبب نجد حولنا بشر نصفهم بجهلنا أنهم إنطوائيين؟...


إن كان كذلك فعلا؛فهنيئها لهم تلك الإنطوائيه.


فمبتغاهم أعظم ومؤنسهم أروع،لقد أنسوا برفقة الله.


يقولون"حينما يشتاق الله لعباده البعيدين عنه يبتليهم لكي يعودوا إليه".


أقسمت بك عليك ياإلهي ...أخشي الإبتلاء ولا أقوي عليه فإن رأيتني أبتعد عنك فردني إليك ردا جميلا.


ألهذا يجعلني أحزن؟...


ربما يكون ذلك ابتلائي.


فأنا حينما أحزن أتذكر الله وأفكر فيه.


ليس جحودا مني ولا تعارضا مع قولهم "اعبده في السراء تجده في الضراء".


إنما أتعرض لفلسفة عجيبة في حزني.


.لا يسببه لي َبشر فأنا أتمتع بروحٍ رياضية عالية.


أجد حزني جزءٌ من زهدي والزهد عبادة والعبادة تقرب من الله والتقرب من الله نجاه والنجاة فوز والفوز إنتصار


.أما الفرح يُحيني والحياة تنسيني والنسيان تقصير والتقصير إهمال والإهمال ذنب والذنب يُثقل


ولا أقوي علي حمل وِزر...


والوغد وغد ولو أخذت عليه ألف وعد.


أما بعد....


فالباقيات الصالحات تصون العهد وتفي بالوعد


"فسبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.

فكلما ذَكرت ذُكِرت وكلما ذُكرت تقربت وكلما اقتربت ارتقيت....


أما الارتقاء في حد ذاته مدخلا لايملك مفتاحه إلا من ملَّكه الله إياه إن كان ملَكا أو إنسيًا أو حتي جنيًا.


أما المَلك وإن كانت السماء منزله فلا يستطيع الارتقاء لجميع درجاتها إلا من شاء ربي.


وأما الإنسي وان كانت الارض مُفتَرشِه ومسكنه إلا أنه صعد إلي حيث لا تصعد إليه حتي الملائكه.


وخير مثال علي ذلك حبيبي وسيدي ورسولي محمد صلوات الله عليه.


حين صعد سدرة المنتهي ....


فكان كل تقدم وتقرب يُدنيه ويرتقي به إلي درجات العلي وهو انسان


أما جبريل وبرغم ملائكيته لم يستطع الوصول لما وصل إليه الرسول الانسان.


فالانسان وإن لم يُخلق من نور كالملائكه ؛فذلك لأنه نفخ من روح مصدرالنورالإلهي.


بداخل كل إنسان نوره الخاص به إن لم يُرِده طمسه،


وإن أراده يزيده توهجا وإشعاعا.


وبذلك يصبح عبدا نورانيا وإن كان مخلوقا من طين .


فنور الله قوي قادر علي ظلمات النفس ،


وقادر علي تحطيم أساسات التكوين الضال التي يبنيها الانسان وهو بعيد عن نوره الداخلي اللذي بثه الله بروحه .


لكنها المعركة الابدية *ياصديقي*


المعركة التي لا تنتهي بين العقل واختياراته وبين النفس وما طاب لها.


إقرأ المزيد من تدوينات نرمين فضه *خواطر* "ذات مغزي فكري وأدبي"

تدوينات ذات صلة