تـخــلَـلَتْ لذاتي أوهامٌ من الحُزنِ على فراقه، لكنها كانت دواعي للفخر بسيرته العَطِره، تخلل الفِكر مشاعري حتى نسجتُ أحرفاً لأُطِيبَ بها ذِكراه.
قَدْ عَزَّ اللِقَاءُ وإِنْ وُرِيْتَ الثَرَى
أبي وإن فرَّق الزمان بيننا..
فكنت ومازلت الحبيب
رُحماك ربي بجسد وارى الثرى..
فقد كان قلباً رحيماً بعقل لبيب
لم يحرمنا شيئاً في دنياه..
فلا تحرمه جنتك يا مُجيب
خاف الحرام واستلذَ الحلال..
فلا تعامله إلا بما كنت عليه به رقيب
عاش حياته في خدمة الورى حتى وارى الثرى..
فرُحماك ربي بجسد لقاك برأسٍ مشيب
كنت أنت رفيقه في دنياه حتى لقاك..
وكنت في كفاحه خير معينٍ له فأنت القريب
طِبتَ حياً وميتاً يا من كنت تخشى الذلل..
فاللهم جنتك له يا من لا يشوبك خطأ ولا معيب
سلامٌ عليكَ يا من عِشتَ حياتك في خدمتنا..
فلا نزل عليك عذابٌ ولا بؤسٌ من ربٍ حسيب
حرمت نفسك وأكلتَ لحمك من أجلنا..
فاللهم لا تحرمه ظلك في ذاك اليوم العصيب
يا من داويت الجروح وطببت الآلام..
فكنت في دنياك خير مُعالجٍ وخير طبيب
عِشت بين الورى شامخ الرأس متواضعٌ كالثرى
كنت في دنياك عابر سبيل أو ما يُضاهي الغريب
كنت زكياً طاهر القلب عفيف اللسان..
تخشى رباً سماك اسماً في مضمونه قويّ مهيب
فسلامٌ عليك يا من واريت الثرى..
يا من كنت ولازلت لي ولقلبي أشد قريب
سلامٌ آخرٌ من ابنٍ يسير بين الورى..
متسائلاً.. أين الحبيب؟
-رحِمَكَ اللهُ رَحمَةً واسِعَة-
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات