هل سألت نفسك بداية :لماذا أريد أن أصبح مثقفا؟ وكيف يمكنني أن أكون كذلك؟ هل هذا نابع من إختياري وحاجتي أم أنه طلب تقدير الآخر وحسب؟!
مرحبا ،
____
كنت أعتقد دائما أن المثقف شخص يعرف كل شيء عن كل شيء ،تسأله عن أدق التفاصيل والتواريخ فيجيبك مستطردا، المثقف شخص أشبه بشبكة عنكبوتية لا تحتاج سوى أن تضغط زر البحث لتترأى أمامك الإجابة ..
___
هل يمكن يا أصدقاء أن يكون تصوري صحيحا عن المثقف؟
كيف يمكن أن تحكم على أحدهم بأنه مثقف؟
هل الثقافة صناعة ،أم أنها هبة ؟
كيف يمكنني أن أصبح مثقفا حقيقيا؟
"ستجد إجابات وأسئلة كثيرة في هاته التدوينة"
بداية وقبل أن ندخل في تفصيل الموضوع،وبما أنك تبحث عن إجابة وطريقة واضحة لتصبح مثقفا، دعني أطرح عليك هذا السؤال ، وكلما كانت إجابتك واقعية و حقيقية كلما عرفت مكانتك من الثقافة :
لماذا تريد أن تصبح مثقفا؟
سأساعدك .. لديك إختياران :
1) أريد أن أصبح مثقفا لأجل تنمية ذاتي وخدمة قيمي ومبادئي
2) أريد أن أصبح مثقفا لأجل فسحة الانبهار بي ،لأجل الآخر.
إن كان إختيارك هو الاختيار الأول فهذا صائب جدا و الطريق سيكون ممتعا وسهلا ،الثقافة تكون لأجل تنمية ذواتنا وخدمة مبادئنا وثوابتنا
إن كان إختيارك هو الإختيار الثاني فأنت تحتاج بداية إلى تصحيح المنطلق والنية من الثقافة ، وأن تعلم أن من قد يصفك بالمثقف اليوم سيصفك بالجاهل غدا وسيمارس عليك ضغوطا كثيرة تبعدك عن مهمتك ، الوحيد من سيعترف بك هو ذاتك وبعدها الآخر
من المؤكد أن هوس الثقافة قد بدأ في الظهور لدى العديد من الشرائح في مجتمعنا وأصبح هناك الكثير ممن يقودون الحوارات والشباب بدعوى أنهم مثقفون،كذا أصبح أمامنا العديد من المصادر و الأشخاص والمقالات التي تبيع الوهم فمثلا ستجد الكثير من العناوين التي ستخبرك بكيف تصبح مثقفا في أسبوع ! كيف تتثقف بخطوات سهلة وسريعة !
وهنا ستقع في فخ كبير جدا وهو إستعجال ثمار الثقافة أو محاولة التسريع مما لا يجوز فيه ذلك
الثقافة ليست وليدة يوم أو ليلة الثقافة إستدامة وربما نحن لا نستطيع أن نسمي أنفسنا مثقفين أو نسمي الآخر كذلك فقط لمجرد الإطلاع على معلومات معينة ،المثقف دائما له مايبحث عنه ،المثقف لا تنتهي مهمته ما دامت مرتبطة بإختياره الأول ، وهنا الأمر متواصل ويحتاج وقتا جيدا
لا أريد هنا بث بعض معالم التيأيس من إمكانية أن تصبح مثقفا ،لكن يجب أن لا ندخل في دائرة المسميات والألقاب على حساب خدمة مبادئنا وثوابتنا وترك المهمة حال ما ظفرنا باللقب ..
وهنا أيضا لا بد أن نشير إلى أمر مهم ،لا مقاس محدد للمثقف،أي أنه لا تنطبق ذات شروط المثقف الكائن بقارة ما عن أخيه المثقف في القارة الاخرى ،لأن الأمر متعلق بمعايير وعقليات وهويات وأحداث مختلفة
بما أن إمكانية أن أصبح مثقفا واردة جدا وأنها صناعة وجهد وتوفيق فهناك خطوات مهمة أستطيع من خلالها أن أمتلك قدرة جيدة على معرفة وإجادة ما أحتاجه وما أستفيد منه وأفيد وأدخل حيز المثقف ، هناك أربعة مجالات يجب علي أن أتمكن منها أو على الأقل أن تندرج في خطتي سواءا على المدى القريب أو البعيد :
1) مالا يسعني جهله : المثقف مطالب بالإلمام بمعلومات ومعارف لا يختلف فيها مثقفان وخاصة على المستوى المكاني والديني مثلا تاريخ البلد الذي تعيش فيه، المعارف القاعدية في أهم العلوم ، إنتاجات المؤثرين و الكتاب ... وستجد الكثير من الأولويات التثقيفية أمامك
2) تخصصي : من المؤكد أن أكثر ما تفيد به هو ما تجيده لذلك لا بد للمثقف أن يتمكن من مجاله وإهتمامه لأنك غالبا لن تُسأل خارج ما تجيده وتروج له ولن تبحر وتبدع خارج بحرك الخاص
3) التدين : وهاته مسألة مهمة جدا ،فكيف تتبع دينا وتمارسه وتدعوا له وأنت لا تعرف عنه ولا تتعلمه ،ما أنا عليه من دين هو ما يؤثر في كل حياتي وتوجهي لذلك أنا مطالب بإكتساب معلومات ومراجعة مصادر وتفاسير وسير ،وأن أضع هذا من أولوياتي
4) اللغة/ اللغات : وهنا نقصد التمكن من لغتنا بشكل جيد بغرض التعبير الدقيق والمحكم عن ما أريد مشاركته، والفهم الجيد لما أن بصدد تعلمه وهذا يتأتى من خلال المطالعة والإبحار في القراءة لأسماء متمكنة والتنويع في ذلك دون تشتت .. وكذا التمكن من لغة أولغات أخرى ليتسنى لي الاستزادة من ثقافات أخرى وإكتشافها
لتضع نصب عينيك أيضا أن من عادات المثقف :
أنه شخص يخطط لنفسه وأهدافه وتَعلمه
أن له شبكة علاقات جيدة
شخص يسافر ويتعرف على أماكن وعادات جديدة
مهتم بالفنون والفلسفة لأنها تكسبه شاعرية ومعان خاصة
مهتم بالتدوين و الكتابة
ولتعلم أيضا أنه لا يوجد مثقف يقضي جل وقته أمام مواقع التواصل يبحث دون خطة وفكر وفائدة وإلا فإنه إسفنجة تمتص حتى مالا تحتاجه
ولن تجد مثقفا يجيب عن كل الأسئلة ،هناك مثقف متخصص ،يجيد كيف يجيب وعندما لا يعرف يبحث ويتعلم ،مثقف متخلص من قيد الآخر ،مثقف دون ألقاب .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات