إمرأة لا تحب شكلها

رسالة لإمرأة لا تحب شكلها ! هنا ستتغير الكثير من المعاني والمقاييس،فقط إن حددت من يخبرك بأنكِ، جميلة

إليك عزيزتي..

" تلك الهالات السوداء تحت عينيك لا تعني أنك لست جميلة ،حتى تلك الحبوب التي تحاول غزو وجهك في كل مناسبة لا تنقص من بهاءه أي شيء ،

وزن زائد / وزن ناقص ،أتظنين ذلك مهما حقا ليتقبلك الجميع ! هل هو مهم حقا أن يتقبلك الجميع !

هل نحن أشكالنا وأوزاننا ودونها لا شيء !؟

دعيني أخبرك أنك الأجمل ولك أن تصدقي ،فأنا حتما أشعر بذلك "

هل قلت أشعر !

لنعد للقصة من البداية..

كانت أمنا الأولى أجمل نساء الكون ، أتعلمين لماذا لأنها أكمل إمرأة خلقت ، خلقت بأجمل قلب لأنه القلب الأول لإمرأة، وخلقت وكل أحاسيس الحب بها لأنه أول شعور وأول إحساس و إهتمام وإحتياج ، كانت أمنا السكن الأول في هذا الكون ،ومنها أخذت تلك الزوايا الراكدة رقتها ، وجود مرأة في الكون يزيد الكون رقة .. !

لم يذكر لنا القرءان شكل أي جميل ولا نعلم نحن كيف كان وجه أمنا ،لكنها الدواخل ترى إن صفت ، نحن لم نرى آدم ولا يوسف ولا محمد عليهم الصلاة والسلام ،لكننا نرى بعيني قلوبنا ونعلم يقينا أنهم خلقوا بميزان جمال عادل ،

حين قال الحق لموسى عليه السلام " وألقيت عليك محبة مني " تغيرت كل تلك الموازين البشرية ،تراه فتحبه وتتحدث في داخلك " كم هو جميل "

كل جميل يُشعر به أولا .. نحن لا نحتاج قواعد البشر في الإستحسان ولا نشترك في رؤية الجمال ،نحن على سلم متفاوت الدرجات ومن ذاك المكان نستطيع أن نرى وحسب .. !

عزيزتي الجميلة ...

ذات مرة

كنت في سيارة أجرة تحدث السائق كثيرا ليهون علينا حدة أزمة المرور ، كنت أظنه يتحدث ليتحدث وحسب ، لكن جملة ما تسللت إلى دواخلي لأفهمها ، كان يردد على مسامعنا آية " سيماهم في وجوههم " ثم أردف قائلا:

" لما إختار القرءان هذا اللفظ تحديدا ،" السِمة "، والسِمة خصلة ،إذن هي لا تتعلق بالشكل وحسب ولكنه الشعور وراء الشكل "

‏

قد ترين أجمل وجه بمقياس البشر فإن رأيت منه سوء صنيع أو خلق أو تجرد من آدميته ،باتت تلك الصورة متعلقة بالقبح فلا معنى لتلك المعايير ،إن سقطت الروح .

‏

‏فعلا ، نحن نستحسن الشيء ليس لكونه متطبعا بكل ما تمليه علينا قوانين الجمال الدولية ! نحن نستحسنه ونألف به إن توافقت سمته قلوبنا ، الجمال يُشعر به ولا يُرى ..

وهذا يا عزيزتي لا ينفي مبادىء التجمل والتزين وأن تسعي لذلك ، لكن هوسه ينقلب إلى قبح فاضح يغير موازين الجمال ،و الحكم به دونا عن مواطن جمال أخرى مجحف جدا ..

إذا حكم عليك أحد بأنك لست جميلة ،فالتعلمي يقينا أنه يرى من درجة أدنى بكثير مما تتصورين ، وأنه تجرد من روحيته لماديات الصور وتطبع بتلك القوانين

أنت لا تحتاجين أن يخبرك الكون كله بأنك جميلة لأن رب هذا الكون يخبرك " وخلقنا الإنسان في أحسن تقويم " لم يقل أجمل تقويم ،ولا أجمل جسد ،لكنها المعايير الحقيقة التي يجب أن نرى بها أنفسنا والآخرين ..

ثم إنني أحبك .. !