بعض أنواع الشخصيات وكيفية التعامل معها (4) .. لطفاً لفهم المقالة أرجو قراءة سلسلة المقالات السابقة من ملامح مضيئة ثم إكمال قراءة هذا المقال

4- من يفتقدون بعض الثقافات:


أ- ثقافة الرد:


العديد من المشاكل التى تنشىء بين أى طرفين تكون بسبب رد الفعل أو الرد بشكل خاطىء أو بشكل يسىء إلى أحد الطرفين أو يجرح مشاعره فينشأ بينهم الخلاف. وهؤلاء من يفتقدون هذه الثقافة المهمة والضرورية جداً... وتجد من يجيدون فن الرد لديهم علاقات إجتماعية جيدة ومحبوبين ومشاكلهم مع الأخرين قليلة وليست بشكل مستمر لأنهم يستطيعون برد بسيط أن يمتصوا غضب أحدهم أو أنهم يمنحون الراحة والسلام والسعادة من مجرد رد بسيط لا يُكلفهم أى شىء ... نعم الكلام والردود لها السحر الخفى الذى تستطيع أن تستغله كى تكتسب حب وإحترام ورضا الطرف االأخر . وللأسف أكثر الشخصيات التى تفتقد هذه الصفة لا يعلمون أن لديهم مشكلة فهم يجدون أنهم يردو رداً عادياً وطبيعياً ولا يسبب أى مشكلة ومعظمهم يرددون كلمة )أصل أنا مبعرفش أجامل).


هناك فرق كبير بين المجاملة وحُسن الرد أو فن الرد . بعض المواقف لا تستوجب المجاملة ولكن كل المواقف تستوجب حسن الرد. بمعنى لا تُجامل ولكن لا تجرح أحد بكلامك. لا تُجامل ولكن قم بتقدير من يتحدث معك . لا تُجامل ولكن إحترم مشاعر الناس وإحترم وجودهم وعقولهم ... قبل أن ترد فكر جيداً فى ردك وأسال نفسك إذا تم الرد عليك بنفس الطريقة ماذا سيكون شعورك وماذا ستفهم من هذا الرد. لا تكابر ولا تقول (عادى لو حد قالى كدة مش حزعل أو أضايق. لا حتزعل وحتضايق وممكن تتصرف بشكل غير لائق كمان).


للتعامل مع هذه الشخصية حل وحيد وهو تجنب الدخول معهم فى نقاش طويل وخاصة فى مواضيع تخصك لأن عدم إتقانه لفن الرد سيُحزنك كثيراً ويمكن أن يجرحك ويترك بداخلك شعور موجع هو لا يشعر به ولا يهتم به. لذلك عندما تجد أن الحوار معه يأخذ شكل هذا الرد السخيف إنسحب من المناقشة بهدوء حتى تحافظ على نفسك ومشاعرك.


ب- ثقافة الإعتذار:


يعتقدون البعض أن فى الإعتذار ضعف وضياع للحق أو سمه من سمات الشخص الغير قادر على إبداء أسباب منطقيه. ولكن فى الواقع الشخص الذى أدرك قيمة الإعتذار شخص ناضج ووصل إلى مرحلة متقدمة من الوعى الفكرى والأدبى ومن القوة التى تجعله يتسم بكل معانى الإنسانية. ليس بالضرورة أنه لا يملك الحجج لحديثة ولكن إعتذاره فى حد ذاته إنهاء لأى إنفعال أو الخوض فى مشكلة جديدة. يجب على الأباء والأمهات نشر ثقافة الإعتذار بين أوالدهم ويجب تعليمهم أن الشخص الذى يعتذر عن خطأ إرتكبة حتى ولو كان خطأ بسيط فهو شخص قوى ولدية ما يكفى من الثقة بالنفس لذلك أدرك أن عليه الإعتذار لخطأه.

ولكن للأسف كثير من الناس خاصة الرجال يجدوا أن الإعتذار ضعف وأن الرجل لا يعتذر أو بمعنى أوضح أنه إذا أقبل على خطوة الإعتذار سوف يسقط من نظر أحدهم ولكنها ليست الحقيقة .


من منا لا يخطىء ؟ فالخطأ سمه من سمات البشر جميعاً . وليس من العيب أو الخطأ أن نعتذر ولكن العيب هو الإستمرار فى الخطأ ظناً منا أن هذا هو الصواب وأن الإعتذار سيقلل من قيمتك . ولكن أرى أن أكثر الناس إحتراماً ورُقى هم من أدركو أن الإعتذار من شيم الأخلاق.


وللإعتذار أشكال كثيرة ومتعددة وكثير من البشر يبدعون فى طريقة إعتذارهم للأخرين . ففن الإعتذار يحتاج إلى عقل مبدع وخيال مبتكر كى يجعله فى صورة مبهجة وفعاله للطرف الأخر. منا كثيرون لا يدركون قيمه الإعتذار فى حياتنا ومنا كثيرون يفتقرون ويفتقدون تلك الصفه الراقيه ولكن أعتقد أنها صفه وسمه أدميه بكل ما تحمله الكلمة من معانى.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Samia Mahmoud Afifi

تدوينات ذات صلة