من زاد حظه من الابتلاء زاد حظه من ميراث النبوة، الابتلاء من محبة الله فاجتهد لمعرفة رسائله و الحكمة منه في حياتك
لماذا هُوَ؟
عادةً ما يَسأل الإنسان نفسه لماذا أُُبتَلي بالمرض و الهمّ و الفقر، لا تعتقد انه لتعليم الصبر فقط فان الله جلّ و عَلا يبتلي من عباده من يحب، فمنهُ رسائِل خفيّة فيها منهج تربية للانسان؛ للتّصحيح من سلوكه و الوعي على اخطائِهِ، و هذا ان كان يدل على شيء لانه من يبتعد عن رضا الله يشقى في حياتِه.
فترى احدا أصيبَ بمرضٍ مزمن فاصبح بعدها حريصا على كسب لقمةِ الحلال و خِدمة وطنه باخلاص و صلة رحمِهِ بلا انقطاع، تراه اصبح مهتما بصحة جسدة و عائِلَتِهِ.
و ترى احدا يفشل ليصبح بعدها نادما و حريصا على تطوير ذاته علمياً و عملياً و اجتماعياً .
قد ترى احدا حزيناً و مقهوراً على حبيب فقده، ليشد على نفسه بالصلاة بكامل قواه الروحية، ان يصلي و هو واعي لما هو فاعله، يذكر الله باستمرار و التوكل عليه في كل عملة،و كل ذلك لان الله يحب ان يدخل عبدة الجنة .
انواع الابتلاء
يُبتلى المؤمن بشيءٍ فيه ضررٌ و مشقّة على نفسه و حياته، كأن يصاب في جسده او اولاده او ان تحدث له اعاقة لا سمح الله، أو ان يمر بضائقة مالية و الشعور بالخوف و حدوث مشاكل عائلية او اجتماعية، ان هذا النوع من الابتلاء صورته واضحة و سرعان ما تتضح للمُبتَلي و الحمدلله.
و لكنّ الاصعب من ذلك ان يبتلى بالنعم و الغرق بها، و هذا رسائله باطنة يصعب رؤيتها من الجميع، كان يبتلى بالغنى و كثرة المال فيمكن ان تنسيه شكر الله او التصدق بها، او ان يلتهي بزينة الدنيا و نعيمها، حيث قال الرسول عليه افضل الصلاة و السلام:(انّي مما اخاف عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا و زينتها).
التعامل مع الابتلاء
"الابتلاء ميراث النبوة فمن قل حظه من الابتلاء قل حظه من ميراث النبوة"
كلما اشتد عليك الوجع لا تيأس و تقنط من رحمة الله، فالبأس راحل لا محالة، و سيعطيك الله على قدر تعبك فكل شيء فيه خير ، و كل هذا لاختبار ايمانك و تحسينك فاصبر و ارضَ بما لديك و احتسب الاجر و اروح قلبك.
يجتبيك الله عز و جل شانه بحسب همتك و عزيمتك، و يمطر عليك البلاء بحسب قوتك و اصرارك، فكلما عظمت همتك عند الله كلما عظم البلاء و الاختبار. الله عز و جل لا يبتلي اصحاب النفوس الضعيفة، فيكفيهم هوان على هوان ضعفهم -الشيخ الدكتور وسيم يوسف
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات