هذه التدوينة عبارة عن الأفكار و النتائج التي توصلت لها بعد فترة صعبة جدا بخصوص الابتلاء و الصبر

ما تعلمته و فهمته بعد وفاة أمي رحمها الله

*الموت راحة و رحمة

الموت لايخيف و ليس هو النهاية بل بالعكس تماما هو بداية لمرحلة أو لحياة أفضل بكثير من هذه الدنيا و مشاغلها و همومها.

لماذا البعض يحزن بقسوة و في بعض الأحيان هناك من يجهل و العياذ بالله

لماذا الكثير منا لا يواجه و يتقبل الحقيقة التي نعلمها و التي يذكرنا بها الله دائما في السور القرآنية التي نقرأها على الدوام حتى أننا نحفظها لكن مع الأسف من دون تدبر و فهم.

-أن هذه الدنيا أدنى الدركات و ليست كل شيء و أنها فانية و الرحلة مازالت طويلة

-أن الله هو وحده الحي الذي لا يمو

-أن الجنة هي المأوى الحقيقي

في هذه الدنيا اختار الله أن يمتحننا و يختبرنا في عبادته و صبرنا عند الابتلاء و ضبط النفس عن كل الشهوات و الملذات و الكثير من الأمور الأخرى.

إن الموت مرحلة من مراحل هذه الرحلة و هو الفاصلة التي تنقل النفس من هذا العالم إلى عالم آخر جميل و راق عالم تختلف و تتغير فيه كل المعايير التي كنا نتبعها في الدنيا عالم تترفع فيه النفس عن اهواءها، حياتها و عن ملذاتها في الدنيا، في تلك اللحظة فقط نعرف كم أن الدنيا صغيرة و فانية.

*الابتلاء نعمة

كل إنسان يبتليه الله بشيء ما كما قال في كتابه العزيز " وَ لَنَبْلُونَكُم بِشَئٍ مِنَ الخَوْفِ والجُوعِ وَ نَقْصٍ منَ الأمْوَالِ والأَنْفُسِ وَ الثَمرَاتِ وَ بَشِرِ الصَاٌبِرِين الّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمٌ مُصِيبَةً قَالُوا إِنَّ لِله وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون "

قد تكون جملة غريبة لكن تمعنوا جيدا فيها

كم جميل و راق أن يبتليك الله بما تحب، بما تنتظر أو بما عملت عليه فقط لكي تقترب منه أكثر و تعود إليه بعد مشاغل الحياة و اهواءها. هي رسالة واضحة أن الحياة فانية و أن الله باق. أي شيء تمتلكه أو تحبه أو تنتظره زائل سينتهي بأمر منه سبحانه لخير لك (تأكد من هذا)

*الصبر دواء

لا شيء يهدأ غضبك و يمنع دمعتك و يربط على قلبك كالصبر إنه دواء سحري حقا

كيف نصبر إذن

إن الصبر ليس بالقول فقط بل هو عملية متكاملة تحدث على النحو التالي

✓التقبل: عندما تبتلى بمرض أو موت شخص عزيز أو أي نوع آخر من الابتلاء عليك بتقبل الأمر كما هو قال تعالى "قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَىٰنَا ۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُون"َ فتقبل ما أصابك أساسه أنك على وعي كامل بأن الحياة اختبار لنا من الله عز وجل و أنك مؤمن بأن الله ما يصيبك إلا لخير ما و أن مهما كان الأمر صعب عليك و يصعب تجاوزه تكون متأكد أنه لصالحك في نهاية الأمر و هذا هو حسن الظن بالله و الثقة المطلقة فيه و يكون امتداد للتقبل

✓ذكر الله بحمده و شكر

حمد الله و شكره أثناء الابتلاء دليل على قوة قلبك و إيمانك بالله و بالقضاء والقدر. كلما حمدته و شكرته ستشعر براحة نفسية و بقوة نابعة من قلبك للصمود و الثبات حتى أنك ستشعر بلطف الله عليك حين يشتد عليك التفكر بما أصابك حين تحاط بكثير من الأسئلة التى لا تملك لها أجوبة هناك الكثير من الناس تنجر وراء كل هذا إلى المجهول بسبب الجهل، لكن كما قلت لطف الله أكبر و سوف يلامس قلبك خاصة عندما تحمده و تشكره و تذكره على الدوام.

✓الصلاة و قراءه القرآ

ذكر الله تعالى في كتابه العزيز الصلاة و ربطها مع الصبر في قوله تعالى"وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ" و كذلك "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ

لا تكتمل عملية الصبر إلا بالصلاة ليس الفروض و حسب بل هناك صلاوات أخرى تثبت بها صبرك و تقوي بها روحك و علاقتك مع الله

•صلاة الشكر لتحمده على ما أصابك ولتعزيز ثقتك بالله

•صلاة الحاجة لتطلب الله منه المزيد من القوة و الصبر

أما بخصوص قراءه القرآن فهو شفاء لأرواحنا و رحمة لنا "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا" كلما تقرأ ستشعر بالراحة و السكينة

و في النهاية، لا يكتمل الصبر إلا بحلاوة الإنتظار. ستشعر بالسعادة والرضا عما سوف يجازيك الله به عن صبرك و احتسابك كما قال سبحانه وتعالى

"وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ

"إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ

"مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ ۗ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

"إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ"

"وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ " """

Randa Brahimi

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Randa Brahimi

تدوينات ذات صلة