لا لعنصرية مكانٌ في عالمنا اللطيف، ما دمنا جزء من هذه الحياة سنقاتل من أجل قمعها.

لولا الاختلاف والتفاوت في هذه الحياة بين الألوان والأجناس

واللغات لبهتت وأصبحت مُملة، كذلك الليل والنهار لولا اختلافهما

لما رأينا جمال الشفق عند بزوغ الفجر.


وبالرغم من هذه الاختلافات التي لم تُخلق عبث وهي من أساسيات زينة الحياة الدنيا

إلا أن هُناك نوع من البشر يجعلونها عبث كأن تسكُن التفرقة قلوبهم وتُزرع في عقولهم

فتنشأ العنصرية وتتفشى بينهم جيلًا يورثهُ الأخر حتى تعمي أعينهم وتُطمس بلون وجنس مُحدد

وما دون ذلك حُطام تحت أقدامهم.


العنصرية من دواعي الجاهلية التي أبطلها الإسلام ولكن هُناك من ينبش قُبورها

ليُخرج ما أختبئ بداخله من عمى قلب وظلاله ثم يعلو صوته وكأنه امتلك حُكم الأرض

ومن عليها فيبدأ في شتم هذا وتصغير ذاك وتذليل أخر متفاخرًا يتباهى بنقص عقله

وصغر حجمه مُتحجج بحرية الرأي دون أن يُسمح له شرعًا، مُميزًا نفسه عن غيره

ويحق لهُ مالا يحق لغيره، بانيًا مجده على انتقاد الآخرين طاعنًا فيهم يتمتع بحياته

الملطخة بدمائهم التي لا يعتبرها سوى قطرة ماء تجف في وسط صحراء واسعة

دون أن يراها ليبقى عزيزًا وهم أذله من بعدِه.


لذلك وبصوت عالي لا يمكن أن ينهض مجتمع بأُناس تشبثوا بمنازل العنصرية حتى تهوي عليهم جدرانها،

لا بد من أن يكونوا سواسية ففي الإسلام أُمِّمَتْ الأفضلية بين الناس في التقوى، قال الله تعالى في القرآن:

((إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اَللَّه أَتْقَاكُمْ)).


كما أوحى الله إلينا بِالسُّنَّةِ والشريعة لا تفريق بين الناس لا يفرقهم لون أو دين فهم سواسية، فالتقوى والخُلق الحميد

هي ما تجعل الإنسان إنسانًا أفضل بعلمه ومعرفته يرتقي ويعلو ناشرًا بين الناس السلام والإحسان

ومفهوم السواسية فلا فرق لعربي على أعجمي إلا بتقوى الله.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات صالحة مجرشي

تدوينات ذات صلة