ما نملكه من المال والقوة والسلطة والعلم أو أي شيء آخر لن يجعلنا نصل إلى السعادة

كيف تكون سعيدا؟


أن عملية التحول لشخص إيجابي عملية ليست سهلة ولا تأتي بدون استثمار بجهودنا. وان من يعتقد انها تمر بمرحلة واحدة وهي الانتقال من الانسان السلبي للإنسان الايجابي هو مخطئ، ولكن الحقيقة الصادمة انها تمر بمرحلتين وهي الانتقال من مرحلة الانسان السلبي لمرحلة الانسان العادي (الطبيعي) ومن ثم المرحلة الثانية وهي الانتقال من الانسان العادي (الطبيعي) الى الانسان الإيجابي.


  • الانسان السلبي: هو انسان يعتبر نفسه تعيسا ويلوم بذلك الأشخاص والبيئة التي تحيط به.
  • الانسان العادي: هو الشخص الذي يقوم بعملية تحديد الأهداف ويسعى لتحقيقها، ويقوم بناءاً على ذلك بتطوير نفسه ويرفع من جداراته أي معرفته وخبراته ويعمل على تحسين سلوكه.


السؤال الذي يطرح نفسه الان من هو الانسان الإيجابي؟


لدينا نوعين من السعادة: سعادة لها علاقة بالمتعة اللحظية والسعادة أصيلة.


سعادة لها علاقة بالمتعة اللحظية: وهي البحث عما يجعلنا نستمتع به في الوقت الحالي، مثل تناول الآيس كريم ولعب كرة القدم. ووفقا للدراسات بعد 3 أشهر من ممارسة هذه الاعمال، فإن الشخص سيفقد سعادته في القيام بهذه الأشياء. فمثلا: إذا كنت تريد السعادة لمدة ساعة احصل على قيلولة، وإذا كنت تريد السعادة لمدة ساعة اذهب للصيد.


ولكن كيف تكون سعيدا إذا كنت تريد السعادة لمدى الحياة؟ الجواب على هذا السؤال هو من خلال معرفة النوع الثاني من أنواع السعادة وهي:


السعادة الأصيلة: حيث من خلالها يتم استغلال الاشياء التي نتعرض لها بشكل دائم (التي نعتبر انها روتين) مثل المكان الذي نعيش فيه (البيت) والطقس والزواج والقوانين والتعليم وغيرها الكثير. يجب استغلالها وجعلها نقاط قوة في حياتك لتكون سعداء والتي ستستمر لفترة طويلة من الزمن. (السر هو إيجاد نقاط قوتك وتطبيقها على حياتك) وهذا هو سر السعادة، ان تقوم بوضع توقيعك في هذا العالم من خلال استغلال نقاط قوة لديك وتطبقها في: العمل، الحب، العلاقات مع الاخرين، تربية الأطفال، ...


لتوضيح ما سبق سنأخذ العمل كمثال، ولنرى كيفية التعامل مع العمل حسب تصنيف ميولات واتجاهات الانسان:


  • الشخص السلبي يتعامل مع ما يقوم به بعمله انه وظيفة (Job): ينظر له على أساس انه دوام يقوم به من 8 الى 4 مثلا، لا يتقدم فيه ولا يرتقي، لا يستمتع به ولكنه يعمل لأنه بحاجة المال.
  • الشخص العادي يعتبره مهنة (Occupation) فيقوم بالتدريب وزيادة معرفته ومهاراته وراتبه أيضا، ويسعى ايضا لتحقيق دخل إضافي، وهذا الشخص يمكن ترقيته (وليس من الضروري أن يحب هذا الشخص عمله).
  • الشخص الإيجابي يعتبره اتصال (calling): ان يقوم الشخص بالعثور على هدفه وان يعرف نقاط قوته تحديدها واستخدامها ليس فقط في عمله بل بالحياة اليومية وان يتمسك بها وان يوظفها في هذا العالم.


بمعنى اخر ما نملكه من المال والقوة والسلطة والعلم أو أي شيء آخر لن يجعلنا نصل إلى السعادة الى ان نستغل ونستخدم نقاط القوة لدينا في خدمة شيء أكبر منا بكثير. فالاشخاص الأكثر سعادة يقدمون الافضل للأخرين.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

الله يعينا جميعا نكون ايجابيين ولنا مثلكم بصمة ايجابية في حياة الآخرين أستاذ صالح والقائمين على هذه المبادرة الطيبة

إقرأ المزيد من تدوينات صالح الكردي

تدوينات ذات صلة