تغيير التغيير يحتاج الى عقل يفكر، وقلب يعتقد ويؤمن بما ينتجه العقل، ويد تعمل بجد دون كلل او ملل.
نحن بحاجة للتغيير الدائم.
فكلما ثبتنا وسكنا؛ توجب علينا ان نعلم أننا بحاجة لفهم وفعل وممارسة فكرة جديدة، فالاشخاص المستقرين بحاجة ماسة لرفع قدرتهم على انتاج افكار جديدة تساعدهم في تحقيق الاهداف بكفاءة. يقول اللورد ماكولي: "هنالك تحسن مستمر على وجه التحديد لأن هنالك استياء مستمر". اذاً، لا يحدث التغيير الا بعد الشعور بالاستياء؛ وهو الشعور بحالة الثبات والسكون والركود والاستقرار عند الاشخاص الذين يرون من أنفسهم ادوات للتغيير، الباحثين، المبتكرين، الواعين اصحاب الهمم العالية.
ولكن، لا يعني ذلك ان الانطلاق مشروط بانتظار حدوث ذلك الشعور، بل هي حالة من التجدد والاستمرارية، لانها عملية تحليل دائمة للفجوة بين ما هو موجود من المعارف والمهارات والخبرات والسلوكيات ونقاط القوة والضعف لدى الافراد (والتي يستدل عليها بالتجارب وما تم إنجازه) وما يجب أن يكونوا عليه (الطموحات والاحلام)، بين ما يقومون بتقديمه وما يحتاجونه.
تتسع هذه الفجوة مع ظهور المعارف الحديثة باستمرار، بسبب التجدد الدائم والمتسارع وعدم إدراك وتعلم هذه المعارف، بالإضافة الى عدم التطبيق وتحليل النتائج والتعديل والتطوير والممارسة (في حال الإدراك والتعلم)؛ والتي ستصبح هباءاً تذروه الرياح كمن يمتلك السلاح ولا يعرف كيفية استخدامه. وهذا يتطلب من كل فرد التفكير بأسلوب جديد، وإعادة ترتيب الافكار وطرق تطويرها وتنميتها بشكل مستدام والتي ستساعد ايضا على تغيير السلوك نحو الافضل.
ان حالة عدم التطابق بين ما ينتجه الافراد من افكار جديدة مع الطموحات والاحلام التي يريدون ويسعون لها تعني؛ تراجع او ثبات الحالة الحقيقية التي يعيشونها الان. وقد يكون ذلك لان افكارهم غير مرنة للغاية وغير خيالية، أي ان قدرتهم على تغيير طريقة التفكير وتوليد الأفكار غير كافية، او لان هذه الافكار مجهزة للمشاكل (نتيجة انعكاس مشاكل الماضي وليس الحاضر) أو لأنها مرتبطة بمصالح معينة اقوى من الإرادة، والنتيجة هي معاناة غير ضرورية وإمكانات غير محققة.
أن الأفكار الجديدة يجب أن تؤمن الدعم لذاتها إذا أرادت البقاء. قد يشمل الدعم الذي يحتاجونه: إرادة وشغف وإصرار لدى الافراد في تحقيقها، بالإضافة لالتزام الآخرين ودعمهم؛ ان يكونوا حلفاء وشركاء النجاح لأنه يصب في مصلحة الجميع.ويمكن ان نشبه هذه العملية بالعلاقة ما بين النحل والأشجار؛ حيث يقوم النحل بالتحالف مع الأشجار لبناء قفيرته (خليته) بشكل هندسي من اجل التكاثر وإنتاج العسل، وفي نفس الوقت يقوم النحل بتلقيح الازهار اثناء بحثه عن الرحيق.
كذلك الافراد الباحثين المتغيرين المبتكرين يقومون بالتحالف مع شركاء النجاح الذين يقدمون الدعم لأفكارهم معنوياً و/او مادياً لتنفيذها على ارض الواقع وتحسينها وتطويرها منطلقين نحو الابداع والابتكار والتمييز، وفي الوقت ذاته يقومون بنقل أفكارهم الى البيئة المحيطة الايجابية ليكونوا مثال يقتدى به، ليصبح التغيير الجمعي الإيجابي.ويأتي معظم التغيير الجمعي الايجابي من التحالفات، تماما كما يعتمد معظم التغيير داخل المنظمات على التحالفات بين القادة والمجموعات بشكل كبير في التسلسل الهرمي الرسمي.
ما أعنيه هو؛ ان تغيير التغيير يحتاج الى عقل يفكر وينتج أفكار وحلول نيرة مبدعة او مبتكرة، وقلب يعتقد ويؤمن بما ينتجه العقل، ويد تعمل بجد دون كلل او ملل لتنفيذ ما أنتجه العقل وأمن به القلب.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات