تحدثت الكاتبة عن القناعة تجاه فكرة أو عادة اعتدنا عليها في فترة معينة خلال حياتنا، وتغيرت مع مرور الوقت.

شيخة الدوسري

خلال مشوار حياتنا سنصادف العديد من التجارب والخبرات والتغيرات الإنسانية التي ستغير شخصياتنا وتصقلها وتجعلها أكثر نضجاً وإدراكاً للتعامل مع الأحداث اليومية، وفترة بعد فترة سنكتشف أن كثيراً من قناعتنا تغيرت أو بدأت في التلاشي ليحل محلها قناعات أخرى.

ويُعرِّف الدكتور طارق السويدان القناعة بأنها: نمط تفكير متأصل، يحكم التصور والسلوك. والقناعات تتغير، وتغيُّرها يخضع لأربعة عوامل: المُغيِّر والمغيَّر، والظروف التي تصحب عملية التغيير، وعامل الزمن.

من الأمثلة البسيطة على القناعات المتغيرة: في بدايات ظهور التلفزيون في مجتمعنا، كان البعض ينظر له بمنظور "الحرام"، وأن من يتجرأ في إدخاله منزله فهو غير حريص على أخلاقيات أسرته، والذين غامروا في البدايات واشتروا التلفزيون وأحضروه لمنازلهم هم من تلقوا الصدمة أولاً، وصبروا على الشتم والقذف والقيل والقال من محيطهم ومجتمعهم، ومع مرور الزمن واعتياد الناس على الفكرة، ثم بدأ بعض المعارضين في تقبل الفكرة فأدخلوا التلفزيون إلى منازلهم سراً، ثم بدأوا في التحدث علناً عن جوازه لما فيه من فوائد وخير، وهنا بدأ الناس في اقتناء التلفزيون دون حرج.

إذن، تلك القناعات الشخصية المتشددة تغيرت نتيجة تقبل فكرةٍ ما، رغم أن الفكرة هي نفسها لكن التعاطي معها تحول إلى قبول متساهل، ليست كل القناعات الشخصية التي توارثناها بمطلقها صحيحة بل بعضاً منها كانت مجرد أفكار شخصية ووجهات نظر لأشخاص مؤثرين استطاعوا السيطرة على العقول وترسيخ قناعاتهم الشخصية فيها.

أخيراً؛ إعادة تطوير القناعات وتقييمها وكثرة الاطلاع دليل على أنك حيٌ تسعى، وستواجهك عقبة صراع داخلي بين ما نشأت عليه وأصبح عادة، وبين ما وصلت إليه من مفاهيم جديدة، ولكن كن على يقين أن لذة الحياة في الصراع، وخيرٌ لك أن تكون حيٌ تصارع لا إنسان جامدٌ بلا فائدة.


نَصّ

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات نَصّ

تدوينات ذات صلة