الرومانسية من مفهوم الأفلام وتأثيرها على تصورنا للحب.

الرجال لا يتزوجون الجميلات


الأفلام فهمتنا إن الحب ورد ورومانسية وكلام حلو أو تضحية بإنك تاخد رصاصة بدل اللي بتحبه ولا تتبرعله بكليتك أو إنك متتخلاش عنه بعد ما تحصله حادثة تقلب حياته لكن كل ده سهل يتعمل لحظيا ومش بطولة البطولة الحقيقية هي الصمود عبر الزمن الحياة طويلة قاسية مؤلمة أكتر شئء مؤلم فيها هي إنها بتتغير وبتغيرنا صحيح زي ما قال نزار قباني (قصص الهوى قد جننتك فكلها غيبوبة وخرافة وخيال الحب ليس رواية شرقية بختامها يتزوج الأبطال).

كان في زمان فيلم لشويكار اسمه الرجال لا يتزوجون الجميلات، كانت طالعة فيه شويكار مناخيرها كبيرة ومحدش بيتقدم لها عشان مش جميلة وبعدين يتقدم لها واحد لسبب إنها مش جميلة فمش هتخونه زي ما مراته الأولانية الجميلة خانته وبعد ما بيتجوزها ويخلف منها بتعمل عملية في مناخيرها وبتبقى جميلة فيشك فيها ويطلقها. الفيلم ده افتكرته لما قريت بوست لواحد كاتب على الفيسبوك تجربته مع جواز الصالونات ومقسمها حلقات مسلسلة المفروض يعني إن هي ساخرة وكده وكاتب مواصفات العروسة كالتالي: «متكونش جميلة عشان ما تجيبلوش مشاكل بجمالها، وترضى بإمكانياته وتستحمل ظروفه وتكون ما بتشتغلش». كان هذا هو الموجز وإليكم الأنباء بالتفصيل.

يروي كاتب البوست إنه في إحدى المرات راح شاف عروسه مليانة ففكر ودي لو اتعصبت عليها شوية ممكن تضربني وكمان محامية ممكن تبهدلني في المحاكم.

ومرة راح لواحدة أهلها أغنياء لدرجة لما دخل بيتهم قال دول ممكن يوافقوا عليا إزاي وبعد ما شاف العروسة لقاها عادية في الجمال فقال موافق عشان أهلها أغنياء وهيساعدوه ونسب يشرف ولما باباها اعتذر وقال له كل شيء قسمه ونصيب وعرف بعد كده إنها اتخطبت وإنهم وافقوا على مجيته البيت عشان يعني العريس المنتظر يتنحرر ويجي يتقدم اتصل بوالد العروسة دي وهزأه إزاي يعمل كده ده جايب تورته ب 300 جنيه.

وبمناسبة التورتة دي كان بيعيط عليها في كل مرة يروح وبيقول إنه شقي بيهم طيب ما أهل العروسة كمان بيأكلوك في بيتهم وبيستقبلوك ده أنت لو رايح كافيه هتدفع تمن القعدة والمشروب وفي حاجة اسمها تكلفة الفرصة يعني أنا لو رايحة انترفيو في شركة ولبست شيك وخدت تاكسي وروحت وما اتقبلتش في الوظيفة هقول الشركة نصابة كلفتني فلوس ومقبلتينش ولا دي كانت تكلفة الفرصة اللي كان ممكن أتوفق فيها أصلًا؟

ومرة راح يخطب بنت من قرية في الريف معروف إنهم بينتظروا الشباب العائد من الخارج يمكن يتجوزوا بناتهم ووالد البنت طلب تأجيل زيارته لبعد رجوع الشباب دول يمكن يكون في فرصة أحسن لبنته اتصل بيه وهزأه برضه وشتمه. دلوقتي أنت شايف إنك عايز عروسة «تقبل بيك وبإمكانياتك وخدوهم فقرا يغنيكوا ربنا وتصبر وتشيلك وتكون عادية في الجمال مش جميلة أوي عشان ما تتعبكش بمشاكلها ولا تشوف نفسها عليك وتكون ما بتشتغلش» دي شروطك المشروعة من حقك وهما برضو من حقهم يشوفوا مصلحتهم بالطريقة المناسبة ليهم مش من حقك إنك تتصل تشتم حد. وجو مش عايزها جميلة عشان المشاكل وكونك كنت هتوافق بواحدة مش جميلة من وجهة نظرك عشان طمعان في عيلتها ده انتهازية وأنت ما تفرقش عن الأهالي اللي أنت شايفهم انتهازيهيين عشان بيدوروا على مصلحة بنتهم.

الراجل اللي يخاف من الجميلة لتتعبه ومن القوية لتعذبه ومن الغنية لتتنطط عليه ومن الذكية لتشوف نفسها عليه ده راجل ضعيف وجبان لإنه ببساطة لو راجل بجد هيكون واثق في نفسه يعرف ازاي يحترم نفسه ويحترم الناس ويبقى عنده أدب دخول البيوت مش عامل زي العيل الصغير اللي بيتف على عمو!





Safiya Mokhtar

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Safiya Mokhtar

تدوينات ذات صلة