رؤية أخرى لهذا الوباء أتمنى أن تُلفتَ انتباهكم لصحة روحية سليمة.
"أدرّب قلبي على الحب حتى يسع الوردَ والشوك
سألني أحدهم مرةً عن سبب ربطي دائماً جميع الأمور بالمشاعر حتى أنه استبق جوابي معللّاً أنّني عاطفية أكاد لا أفكر إلا بما تجوله عليَّ أحاسيسي أجبت بحدةٍ وربما لأنه جزءاً من الحقيقة والجزء نقصٌ إلى أن يتمَّ الكلّ
هل بشاشة وجهي و عرض ابتسامتي و بعضاً من لمعان عينيّ أوهمك للحظاتٍ أنني كذلك !!
حقيقةً الأمر ليس أنَّ الإنسان العاطفي مبرأٌ تماماً من العقل و إشارات الاستفهام الكثيرة لكن نستطيع القول أنه يغطي قباحة الكوارث التي نمر بها على هذا الكوكب ببعضِ المشاعر التي لا تهون أبداً عليه لكنها تجعل منه لا يتخلى أبداً عن إنسانيته مهما كانت الأسباب و النتائج.
أن تكون عاطفياً يعلمك أن تتعامل مع كل إنسانٍ على حده و تتخيل نفسك موضع الشخص الذي يتطلبُ منك أن تتعاطف معه لا أن تشفق عليه الشفقة يعني أنّك أعلى منزلةً منه حيث لا تمرض لا تتألم و لا تكون على هيئة إنسان ، مثل أن تحمل أجنحةً وتتظاهر أنك ملك في مدينتنا اللا فاضلة التي نكاد بلوغ الدركة السفلى فيها
أستغرب دوماً من ذا الذي جعل العقل نقيض العاطفة ، إنهما في أم عيني معقودتين إلى الحدّ الذي يجب أن تضيع بينهما مثل الألف الممدودة و همزة الوصل في مطلع الجملة ولكي تكون إنساناً متوازناً لا ينبغي عليك أن تكون إحداهما دون الأخرى
في نهاية عام ألفين و تسعة عشر أصيب كوكب الأرضِ بوباء الكورونا ، بغضِّ النظر هل كان مفتعلاً أم محض وباء إلا أنَّ جميع البلادِ ابتليَت به إننا سكان هذا الكوكب للمرة الأولى نتشارك شيئاً سوية و ندع الشوارع فارغةً لأسابيع عدّة و هذه المرة جميعنا معرضون حرفياً للعدوى ، في حين تكدست منصات السوشال ميديا بالشعارات والتدابير الوقائية كان العالم يؤول إلى طريقٍ مغبّر لا تلوح مفترقاته ولا تلين مطباته
الشيء الصغير الكبير الذي كان يُتداول بطريقةٍ باتت واضحة أكثر من ذي قبل هي عبارة حبوا بعض
في كل مرة كانت تثير انتباهي هاتين الكلمتين تزامناً مع الفيديوهات المؤلمة لإيطاليا التي كانت مدينة الجمال لتصبح مدينة الموت ، و طوابير الناس أمام الفرن في سوريا والتي تعجُّ بأفواه أولئك الذين لم توقفهم حرباً فما بالك بوباء ! كنت أتساءل دائماً هل كانت تفوح رائحة الخبز أم الموت !!
أيقنت أن بعضُ الكوارث في هذه الأرض تستوجبُ علاجاً روحياً، ولعلّ أغلب أنواع التعافي يبدأ من الداخل في زمنٍ أصبحتْ فيه النوائبُ شرسةً إلى الحدِّ الذي شُلَّت فيه قدرة الأرض وتُرِكتْ الحلول لرحمةِ السماء.
أستيقظ صباحاً أفتح نافذتي إلى العالم و التي أصبحت تتصدرها صفحة وفيات البلدة الفلانية ، لم أعد أرى نعوة ، بتُّ أشاهد قائمة نعوات حتى أمي لم تعد تقول صباح الخير ، لأن يومنا أصبح يبتدأ ب " احزري مين مات " الرحمة لهم جميعاًالهزلي أيضاً أنَّ الحب و الموت رغم ابتعادهما كل البعد في التشابه إلا أنهما أمران حتميان لا يمكنك توقّع توقيتهما ، و لا تملك حيلةً للفرار منهما مثل تنهيدةٍ عميقة تخنقك إن أمسكتها و تطلق سراحكَ إن نفثتها
_ هل الموت إطلاق سراح !! نعم وكذلك الحبّ
لكنَّ الحبَّ أيضاً ينبغي أن يكون حجر أساسك غير أنه يحتاج منك أن تبنيه ليبنيك ويجعل منك صرحاً شاهقاً يمشي على قدمي الإيثار و يرتكز على التقّبل أولاً وآخراً
_ هل كان علينا أن نموت يا عزيزي لندرك أننا بحاجةٍ إلى الحبّ الذي من شأنه أن ينتشل ضعفنا !
أم أنَّ الموتَ تداركنا ليبصرنا ! استدرتُ إليه لأسمع جوابه وإذ به جثّةً هامدة ، لم يفقه أبداً أنّ الحبَّ لا ينجي من يأخذه في راحتيه ، بل من يمتلكه في روحه ....
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات