"وأنا على هذا الكرسيّ اللعين أفكرُ بضعفي و كيف لي أن أكون ثائراً غير جبان ، ثمَّ ألملم رفات أفكاري في زجاجةٍ أسرّها في قلبي، وأقصيها عن رأسي "



لم أتقبّل أبداً فكرة إكراهنا من أجل تأديبنا "

بدأت الفكرة من كرسي العقاب الذي اعتدنا جميعاً في مدارسنا الابتدائية أن نُنبذَ عليه عندما نرتكب خطيئةً أو نخالفُ أمراً رغم أننا لم نكن لنتجاوز السابعة حينئِذٍ.

لكنّي ما كنتُ لأعلَمَ أنَّ الرجل الذي كان يلاحقنا أيّما استدرنا ، كان هو كرسيُّ العقاب

كبرتْ الفكرة أكثر و اختلفت أساليبُ ذاك الرجل ، أو لربّما احتفظنا بأثره خلفنا في قلوبنا الهشة ، فلم نكنْ لنتقبّل أبداً أن نُجازى إذا ما خالفنا أمرَ الطرف الأقوى ، أما النسبة الأكبر فقد ابتلعت الخطيئة داخلها حتى لا تكون الفقرة الأضعف ، ومنهم من تلاعبوا بِها و تملّقوا بغيةَ تجاوزَ هذا الكرسيّ

حتّى في العلاقات كان يتجاوز أحد الأطراف العلاقة بالنبذ وهو لا يعلمُ أنَّ الوضوح هو أكثر إقناعاً عندما لا يبتغي أن يكون شريكاً . كان الانفصال العاطفي أشرسَ من غيرهِ لأنّ الشخص المُبعَد بشكل مبهم كان يتخيلُ نفسه مكتوفاً على كرسيّ العقاب ، ثم ينفصل عن ذاتِه خائفاً من ترادف أثر هذي الكراسي في قلبه ، حتى يُغلِق نفسه في زنزانة اللوم ظنّاً أنّ كلَّ من أفلت يده كان يعاقبه بشكلٍ أو بآخر على خطيئته الغامضة

ثم يتساءل " هل أكونُ أنا الخطأ ! "

كان يجبُ أن يقولَ أحدهم له " حذارِ الجلوس "

أو حريّاً كان يجبُ أن لا يكونَ هذا الجزء الشائك خطّةً من تأديبنا .

حتّى فكرةَ التمرّد التي نشأت بعد معاناةٍ طويلةَ الأثر ، لم تكن دائماً على صواب ، لأنَّ القوّة التي ظهرتْ على حينِ غفلةٍ كانت من ردمٍ مكوّمٍ على بعضِه نشب من مخلّفاتٍ ضعيفة ، بدلاً من زهور تفتحت من بذور التعافي .

مازلنا نجلس على كرسي العقاب ساعاتٍ ننتقدُ ذواتنا على العفَوية البريئة التي نعتنقها ، و نُحاسبُ أرواحنا المتقدة نارٌ ونور على مشاعرنا اللا طفيفة التي أسرّتها نفوسنا مذ أن كنّا نعاقبُ على استخدامِ الأزرق بدل الرصاص المشؤوم.


قلبي آيلٌ إلى مغارةٍ مخفية أما رأسي فحائطٌ متصدع ..

سوفَ تجلس حتماً ...

لكن توقَّ أن تبقَ أسيرَ كرسيِّ العقاب !







Rukaia bardan

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Rukaia bardan

تدوينات ذات صلة