تقبل النهايات المفتوحة التي تحدث بدون اي سبب كأن يسرق الموت منك شخصاً عزيزاً على قلبك.


إن كل أزمة تحمل في طياتها بذرة تحول ، ونهضة، وتوسع، ونقلة في الوعي. بالإضافة إلى السماح برحيل القديم وولادة الجديد . ديفيد هاوكينز

لكل شخص قد خانته الظروف وواجهته العقبات ولم يتوقف عن دق الأبواب المغلقة آملاً أن تُفتخ في وجهه ، لكل من لم يتقبل خسارة قد مر بها سواء أكانت وظيفة أو حلم لطالما تمناه، أو علاقة عاطفية كان يربط سعادته بها، او حتى فقد شخص عزيز انتشله الموت من وجوده بحياتك.

انا هنا لأخبرك بأنه من حقك ان تحزن وأنه من القوة أن تعترف بوجود شعور الضعف والعجز الذي بداخلك ، لأنه لم يخلق الله هذه المشاعر السلبية عبثا ، بل خلقها لحكمة ما ..


فكيف ستقدر قيمة السعادة إن لم تشعر بالحزن، وكيف ستشعر بالامتنان للنعم التي اهداك اياها الله إن لم تستوعب بأن غيرك يتمنى إمتلاك نصفها. ، وكيف ستسعد بنجاحاتك وتحتفل بها إن لم تمر ببعض محطات الفش كل أثناء رحلتك لهذا النجاح

.

مشكلتنا كبشر، نتوقع دوماً بأن تكون هنالك نهاية سعيدة تلوح لنا من بعيد ،ومن الصعب علينا استيعاب فكرة النهايات المفتوحة.. علينا أن نتقبل فكرة انه ليست كل النهايات سعيدة كما عهدناها في الروايات والأفلام الرومانسية.

وبأنه ليست كل الطرق ميسرة، تقبل فكرة الفشل كما تستقبل نجاحاتك بكل فرح وامتنان.

وكي لا تصاب بخيبات أمل متكررة، كن متفائلاً ولكن في الوقت نفسه، توقع حدوث اسوأ الاحتمالات. فلا شيء مضمون في هذه الحياة، فلا يمكنك ان تضمن الزفير الذي سيتبع الشهيق الذي تتنفسه في هذه الحياة.




تقبل النهايات المفتوحة التي تحدث بدون اي سبب كأن يسرق الموت منك شخصاً عزيزاً على قلبك.

اسمح للحزن بأن يزورك بين الحين والآخر؛ لأنه جزء من طبيعتك كإنسان، ومقاومتك للمشاعر السلبية ما هي الا هروباً من الطبيعة التي خُلقت عليها.


هل تسائلت يوماً : لماذا غضبت وانفجرت كالبركان في ذلك الموقف التافه الذي لا يستخق كل هذا الغضب والإنفعال؟


حدث ذلك لأنك قاومت مشاعر الغضب مرةً تلو الأخرى، حتى تراكمت بداخلك وبم يعد هناك اية مساحة لكبت المزيد منها، لذلك، قمت بإفراغ هذه المشاعر في وجه اول موقف مزعج تعرضت له.


لم يوجد الله هذا المشاعر لتقاومها بل لتعيشها ولتسمح لها بالرحيل بكل هدوء لأنك إن قاومتها ستظل تلاحقك طوال حياتك لتظهر في موقف تافه ولا يستحق الانهيار.


ما هو السماح بالرحيل؟

عرف عالم النفس ديفيد هاوكنز السماح بالرحيل على أنه إدراك شعور ما والسماح له بالظهور والسماح له بأن يأخذ مجراه بدون محاولة تغييره .


أعلم بانه من الصعب مواجهة مشاعرك السلبية تجاه المواقف التي تشعرك ولكنها خطوة جوهرية وضرورية لتجد سعادتك ولترى الخير يتجلى في حياتك .

اسمح لنفسك بأن تشعر بذلك الشعور السيء بدون أية محاولة منك لتهذيبه او التحكم به .. لا تحاول أن تتظاهر بالقوة وانت بداخلك تشعر بالضعف..

صدق الشعور الذي بداخلك مهما كان يزعجك.


لماذا عليك السماح بالرحيل :

1- الوصول الى السلام الداخلي.

لأنه بمجرد ان تسمح بالرحيل ستسترخي وتتنفس وكأنك كنت ممسكاً بكُرة ومتشبثاً بها وفجأة، تركتها. ستشعر براحة واسترخاء لا يضاهى.


2- لأنه في التخلي التجلي

عندما تسمح لنفسك بأن تواجه هذا الألم والشعور السلبي، كأنك تسمح لها بأن ترحل وبإن يحل مكانها أحداث ايجابية في حياتك وبدايات جديدة جميلة.. وكأن مشاعرك دولاب مليء بالملابس القديمة والمهترئة ولم تتمكن من تبديلها بملابس جديدة إلا ان سمحت لها بالرحيل.


آلية السماح بالرحيل

عندما ينتابك أي شعور سلبي من حزن، غضب، خيبة، او قلق، لا تحاول التظاهر بالقوة،وإياك الهروب منه من خلال محاولة تغييره او تهذيبه. بل قم بما يلي؛

١- اجلس لوحدك في مكان هادئ واغلق عينيك وتنفس بعمق لعدة مرات حتى تدخل في حالة الإسترخاء العميق.

٢- اسمح لعقلك اللاواعي أن يستحضر الشعور السلبي الذي بداخلك كالغضب مثلاً، ثم حاول أن تملأ كل خلية من جسدك بشعور الغضب وخذ شهيقاً وانت تتخيل ان الغضب يحتل جسدك ثم خذ زفيراً وانت تتخيل بأنه يخرج من داخلك.كرر عملية التنفس هذه حتى يختفي الشعور السيء أو يحل محله شعور جيد أو عندما تشعر بالخفة. ردد جملة "أسلم شعور بالغضب أو الخوف أو التأنيب إلى الله، وأفوض أمري إلى الله".

3- من الممكن أن تواجهك محاولات مقاومةصعوبة في السماح لنفسك بالشعور السلبي وبكن حاول هدم مقاومته قدر الإمكان.


أتفهم مدى صعوبة تقبل الخسارات النفسية بعد الرحيل ، ولكن أريدك أن تعلم بأن "السماح بالرحيل" فصل لا بد منه في كتاب حياتك لتعيش وتستقر ولتصل للسلام الداخلي.

وتذكر دائماً بأن لكل نهاية بداية جديدة، فمقابل كل شخص يموت، هنالك طفلاً آخراً تستقبله الحياة. رولا عياش




رولا عياش

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

كلام جميل و خالي من الشك مبدعة ❤️

رائعه كل الروعه ❤️
قرأت كتاب السماح بالرحيل وفعلاً كلام في الصميم
بوركت جهودك 👍

إقرأ المزيد من تدوينات رولا عياش

تدوينات ذات صلة