الجمال بين فلاتر سناب شات وتجارة عمليات التجميل

لا انكر عزيزتي بأن اهتمامك بنفسك هو شيء اساسي، ولكن ما اقف ضده هو اعتقادك بأن شكلك الخارجي هو ما يمنحك قيمتك كإنسانه.

"كنت اشعر عندما كنت صغيرأ ان من يقول إن الجمال جمال الروح، يعيش في خدعة كبيرة، ويكذب على ذاته ليريح نفسه من ألم عدم حصوله على شكل جميل، لكنني أنا من كان يعيش الأكذوبة الحقيقية وأرى العالم بعين عقدة لعينة شوهت نظرتي لما يحمله الانسان من جمال ولنفسي على حد سواء، أضحيت اليوم أرى الجمال بعين واعية، ويتبادر اليوم لذهني سؤال مهم جداً، اذا كانت اسرتي واصدقائي وشريكتي بالحياة يرونني جميلا في ذاتي، فلماذا يا ترى أبالي بأعين العابرين هؤلاء الذين لا يعرفون من أنا." د. يوسف الحسيني

لا يمكننا ان ننكر نحن الفتيات بأننا نعيش في ضغط كبير تحت وطأة مجتمعات تنظر للمظهر والجمال الخارجي على انه المعيار الاساسي للحكم علينا واضعةً لنا قائمة طويلة عريضة بمقاييس للجمال المتجددة والمتغيرة على مر السنين. نعيش في عالم تارةً يرى الجمال في الخدود المتوردة والشفاه المنفوخة التي تكاد ان تنفجر وتارةً اخرى يراه بين ثنايا الجسم المنحني والانف الصغير الذي يكاد ان يُرى والاعين التي تشبه اعين القطط.

لا انكر عزيزتي بأن اهتمامك بنفسك هو شيء اساسي من أجل نفسك اولاً واخراً.. ولكن ما اقف ضده هو اعتقادك بأن شكلك الخارجي هو ما يمنحك قيمتك كإنسانه.

لم تبدأ عمليات التجميل الا بعد الحرب العالمية الاولى بهدف تصحيح التشوهات التي كانت تعيق حياة الاف الجنود بعد الحرب ولكنها تحولت مع مرور الزمن من عمليات ضرورية لتصليح التشوهات والعيوب الخلقية الى عمليات تزيف ملامح الوجه لتتناسب مع معايير الجمال الوهمية التي وضعناها نحن البشر.
يؤسفني القول بأن غالبية عيادات التجميل استغلت هوسنا بشكلنا الخارجي لتنتج منه صناعة مربحة تقدر ارباحها بمليارات الدولارات. كما يتوقع زيادة هذه الاباح امام التأثير الكبير الذي أصبحت تلعبة فلاتر الصورة في طريقة التفكير والنظر للهوس على انه موضه مفروضة علينا.

باتت عيادات التجميل الملاذ الآمن الذي تلجأ اليه المراة الساعية للكمال .

ان لم تخضعي لاية عمليه تجميل نظروا لك باستغراب هامسين بين بعضهن "ما بها لا تعتني بنفسها وتواكب الموضة" وان قلت لهم بأن "الحلاوة حلاوة الروح" اتهموكي بالتخلف والرجعية وكأن ادمغتنا غُسلت لترى الجمال بأعين فلاتر السناب شات الذي حول حبنا للجمال الى هوس بالمظهر الخارجي ليظهر ما يسمى بتجارة الجمال وكأن الجمال سلعة متداولة تجني مليارات الدولارات.

يؤسفني رؤية اغلبية الفتيات يعشن مهووسات لاهثات وراء المثالية حتى وصلن لمرحلة الادمان على هذه العمليات حيث انها باتت كالمخدرات، يخضعن لها ليخدرن شعورهن بعدم الكفاية وعدم الاستحقاق ولكن ما ان يذهب مفعول العملية الاولى لن تتوقفي عن الخضوع لعمليات اخرى وستدخلين في دوامة لا مخرج منها ولا مفر .. كل ما زاد هوسك بالجمال زاد ألمك ومعاناتك الداخلية عندما ستقفين أمام المرآة حين يمر بك العمر وترين نفسك بأنك لم يعد جمالك يتوافق مع مقاييس المجتمع للجمال.

عزيزتي الانثى: ان الجمال شيء نسبي، وان لكل انسان معياره الخاص بما يفضله من شكل ولا يوجد معياراً واحداً يتفق عليه الجميع، فما تجدينه جميل من الممكن ان يراه البعض منفر ولا يمت للجمال بصلة.ولكن ما يهم هو ان تحبي نفسك كما هي دون ايه فلاتر.

اصبحت النساء يشبهن بعضهن البعض وكأنهن نسخاً من دمى لا روح لها مستمدات استحاقههن من شكلهن الخارجي بدلاً من انجازاتهن وثقافتهن وطموحهن وما يقدمن لمجتمعاتهن.

الى كل انثى:

لتكوني جميلة، لست بحاجة لفيلر وبوتوكس ومكياج كثيف ورموش اصطناعية ووصلات شعر ومنتجات ومنحفات واكسسوارات ونحت وتجميل ومايكروبليدينغ وأظافر اصطناعية وكريمات وكولاجين.

لا نحتاج لنسخ جديدة مكررة من الدمى ، بل نحتاج لفتيات متقبلات لأنفسهن ليستطيعن محاربة هذه الظاهرة المدمرة للأجيال وتربية فتيات واثقات بأنفسهن ولا يلهثن وراء الكمالية لإرضاء معايير الجمال .