هل يرسخ الفن أحيانا لصورة مؤذية عن مشاعر الحب؟ لدرجة صار كثير منا يربط الحب بالألم سواء تلذذ بذلك الألم أو هرب خوفا منه!!
"وما الحب إلا للحبيب الأولِ!"
ماذا لو كان الحبيب الأول toxic؟
"لو كان أمل العشاق القرب.. أنا أملي في حبك هو الحب! لو غيبت سنة انا بردو أنا!!"
كن toxic كما شئت ستعود لتجدني في مكاني ببساطة لأن حتى لو"زعلي طول انا وإياك وبقيت سنين" ستعود لتجد أنني" ما قدرت نسيت".
أيضا يمكنك أن ت "كذب عليا.. الكذبة مش خطية" سأصدقك فقط "أوعدني انو راح تيجي وتعا ولا تيجي"
"وحياتك يا حبيبي، ريّح قلبي معاك. غلب الحب معايا وتعب الشوق وياك. متفوتنيش انا وحدي افضل احايل فيك!!"
كل الطرق تؤدي لجملة " I can fix him/ her"
قيمة الإنسان في الكثير من الأغاني مرتبطة بالحبيب " أنا من غيرك بتوه توهان. انا من غيرك مليش عنوان!!!" حيث لا مجال حتى للبعد " لما اقولك تبعد إياك تسمع مني" أليس الطبيعي أن نقول ما نعنيه حقا؟ لكن الحبيب يظل هو " أعظم إنجازاتي"
أيضا يرسّخ الفن أحيانا لفكرة أن نكتشف فجأة أننا نكن مشاعر الحب لشخص دون أن ندري فيهتف المحب "تخيل طلعت هي؟!!"
تكون نهاية كل ذلك أن يصل المحب لنقطة "واتنسيت كأني ما جيت" حيث لا مجال حتى للتجاوز لأن " ما أقدرش على النسيان". كذلك ارتبطت لدينا فكرة الإخلاص بعدم القدرة على نسيان الحبيب وتجاوزه وإن هجرنا وطال بعاده. لكن لا يخلو الأمر من التمسك بدور الضحية " أنا الي مضيعة حياتها بتستنى في واحد فاتها بتسأل أسئلة مش لاقية إجاباتها!!" على الرغم من أنه " ماحدش قابله ولا شافه ملوش عناوين! إيه يعني مبيكلمش بني آدمين؟!!" ففكرة الاختفاء التام ghosting واضحة رأي العين، لكن يظل التلذذ بالعذاب جزءا مهما من علاقات الحب في أذهاننا لدرجة التغني "يا حضن الشوك ماليه ومش قادرة أعيش براه". ولذلك نجد الكثير من الأغاني تصل لنفس الفكرة وإن اختلفت الصياغة "حياتي واقفة عليك".
وعليه صار الحب ألما وانتظارا وأياما تضيع على أمل زائف. صار تقبل الأذى جزءا من الإخلاص للحبيب. أما التجاوز والنسيان فقد أصبحا من المستحيلات. ومازلنا نتوارث فكرة أن الحب يصنع المعجزات وبالتالي we can fix them ثم ينتهي بنا المطاف إما بالتحوّل لنسخ مشابهة لمن تسببوا في ألمنا أو نصبح في حاجة ماسة للعلاج على أمل أن we can fix ourselves من الأساس.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات