أزماتنا.. آلامنا.. ما هي إلا مخاض لميلاد نسختنا الأقوي. فقط علينا أن نعطي تلك النسخة فرصة للسطوع.

أعلم ما تمر به من ألم.. مررت به و مازلت كثيرا ما أصاب بانتكاسة يحاوطني فيها ألمي وذكريات تصيب قلبي بالحزن، لكني تعلمت أن هذا الألم ما هو إلا ضريبة دفعتها في مقابل الحصول على خبرة لم أكن لأحصل عليها لو أن الحياة لم تقسو عليّ لبعض الوقت.


في الأزمات نقف عند منتصف طريقين: أحدها سهل يسير... ليس عليك فيه فعل شيء سوى الاستسلام لحزنك والوقوف مكانك تبكي على ما خسرته و تتساءل "لماذا؟". وطريق آخر (سأصدقك القول) هو الأصعب.. مليء بالجهد.. لكن بعد حين سترى نتيجته في خبرتك و نسخة أفضل وأقوى منك. يوما ما أخبرني صديق حكيم "إذا ما كان عليك الاختيار بين طريقين، فاختر أطولهما وأكثرهما صعوبة.. فالطرق المختصرة لا تعطي أية فائدة" (بالطبع لا ينطبق ذلك على طرق السفر .. لكنه ينطبق بشدة على الطرق التي تخيرنا بينها الحياة).


ما رأيك الآن؟ هل ترغب في غد يماثل اليوم.. لا فرق بين ليله ونهاره.. يغمرك فيه الحزن و الآف الاسئلة عما كان وما كان ليكون لو تغيّر الواقع؟ أم أنك على استعداد لبذل بعض الجهد لمقاومة ذلك والسعي ليكون غدك أفضل من اليوم..و بالطبع أفضل بكثير من الأمس؟ لو أنك قررت اختيار الطريق الثاني.. تابع القراءة.


أول خطوة في ذلك الطريق هي التوقف عن تكرار سؤال " لماذا؟" وانتقل لسؤال "وماذا بعد؟". واجه نفسك بالحقيقة .. لو كانت خسارتك لعيب فيك أو خطأ وقعت فيه، تعلم منها.. ومن منّا لا يخطيء؟ تغير للأفضل وتخلص من ذلك العيب وتعلم لكي لا تكرر خطأك. لو أنك كنت على حق فكر في الخبرة التي حصلت عليها لكي لا تتكرر خسارتك ثانية.. لو أنك تحتاج لمساعدة، اسع للحصول عليها. الذهاب للطبيب النفسي يكون أحيانا حاجة ملحة لا يمكن غض الطرف عنها. مارس هواياتك المفضلة. استمتع بنسمات الهواء الباردة تلامس وجهك في الساعات الأولى من الصباح. استمتع بالمشي كثيرا بصحبة موسيقاك المفضلة. تذكر نعم الله عليك وأنك وإن كنت قد عانيت ألم الفقد، فمازال لديك الوقت لتعوِّض قلبك عن ذلك الألم. اعتن بنفسك و بصحتك. أعلم أن كل ذلك ليس باليسير.. تذكر أخبرتك من قبل بأنني مررت ومازلت أمرّ بذلك. لكنك ببعض الجهد ومحاوطة نفسك بأشخاص يتميزون بالإيجابية .. يحبونك بصدق. صدقني سيمر كل ذلك وتحصل على نسخة أفضل من شخصيتك ستحبها كثيرا و تشكر الله على ما مررت به وما وصلت إليه. افتخر بنفسك.. إن أصابك وهن في منتصف الطريق، تذكر أنك بشر تمر بأوقات تتناقص طاقتك.. تقبل ضعفك وتشجع و قم من جديد.. تذكر أيضا أن (لا شيء يحدث هباءا).. كل ما نمر به هو محطات نمر بها لنصل لمكان أفضل .. فقط تحلّ بالصبر وشجع نفسك .. وستصل بإذن الله.


دمتم أقوياء




Reham-Zahran

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

لا شيء يحدث هباءً ❤️ رائع 👏🏻👏🏻👏🏻

إقرأ المزيد من تدوينات Reham-Zahran

تدوينات ذات صلة