قد يقع المحيطون بمريض الاكتئاب في عدد من الأخطاء التي قد تتسبب في سوء حالته.. واليوم نتحدث عما يمكنكم فعله لتقديم المساعدة.
هدفي مما أكتبه في مدونتي هنا هو أن أقدّم بعض الدعم لمن يمرون بتجربة مشابهة لتجربتي مع الاكتئاب وتخطي الصدمات.. واليوم أتحدث لكل من يعيشون حولنا ويرون الأمر من الخارج.. اسمحوا لي أن اخبركم بما يدور بداخلنا قد يجعل ذلك الأمر سهلا .. لنا.. و لكم..
دعونا نتفق أولا أن الاكتئاب تجربة سيئة جدا.. ليس الأمر اختياريا أبدا.. و النجاة منه تتطلب الكثير من المساندة والدعم من الآخرين.
ولكي تكون قادرا على تقديم هذا الدعم عليك أن تعلم الكثير من الأشياء التي لن يخبرك بها مريض الاكتئاب.
-رجاءا لا تصدر أحكاما..
الاكتئاب لا علاقة له بمستوى بمدى إيمان الشخص.. لا تتسرع بالحكم بأن سببه هو عدم الرضا عن قضاء الله أو ضعف الإيمان.. أخبرني أحدهم أنه يرى أن الاكتئاب سببه ضعف الإيمان.. قلت: "وماذا لو كان يصلي ويدعو الله أن ينجيه، الأمر ليس باختياره" .. قال: "إذن فهو منافق".. كان ذلك حكما قاسيا جدا.. مريض الاكتئاب يعاني بالفعل من الاحساس بالذنب وعدم الكفاية . بكلمات كتلك أن لا تدفعه للشفاء بل على العكس، أنت تزيد من سوء حالته.
-الاحتياج للطبيب النفسي ليس رفاهية.. ولا علاقة له بالجنون
الكثير من الأسر تصاب بالهلع عندما يطلب أحد أفرادها الذهاب للطبيب النفسي، ظنا منهم أن ذلك قد يشوه سمعته ويحوله لمجنون في أعين الآخرين.. والبعض يظن ذلك رفاهية و"دلع" .. و الحقيقة أن المرض النفسي شأنه كشأن أي مرض عضوي يحتاج للعلاج والمتابعة مع متخصصين.. و أحيانا يكون إهمال العلاج سببا في تطور الحالة للأسوأ..
-إذا ما قرر الطبيب احتياجه للأدوية، رجاءا لا تضغط عليه ليتوقف عن تناول علاجه. أولا لأن بعض الحالات تكون في حالة ملحّة للعلاج الدوائي .. ثانيا لأن التوقف المفاجيء عن العلاج قد يكون له أعراض أكثر سوءا من المرض نفسه.
- لا تلمه على حزنه أو إحساسه بأنه لا طاقة له لفعل أقل وأبسط الأشياء.. ولا تنعته بالكئيب المحب "للنكد". إن أردت مساعدته حقا، عليك بأن تستمع إليه بإنصات.. بقلبك.. وتتقبله بكل ما يمر به.. وتشعره أنك بجانبه.
-عدم استمتاع مريض الاكتئاب بأشياء تسعدك وكانت من قبل تسعده هو شخصيا لا يعد تبتطرا .. هذا أمر خارج عن إراته .. تفهّم ذلك وتقبله بصدر رحب.
-تحسّن حالته لا يعني أنه لن يمر بنوبات اكتئاب مؤلمة.. تفهّم ذلك ولا تضغط عليه كثيرا إذا وجدته هو نفسه لا يعرف السبب.
-ابتعد عن إعطاء الكثير من النصائح (خاصة في أوقات الانهيار و البكاء) ولا تتفّه مما يمر به .. صدقني التقبل والأحضان و التفّهم سيكون لهم أثرا كبيرا.
- لا تتسبب في شعوره بالمزيد من الضغط .. لديه من يكفيه من الألم.. فلتقل خيرا وتقدم دعما و تقبلا و تفهّما و احتوءا.. أو لتصمت رحمة به.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
اكثر شيء يمكن أن يخرج المريض هو دعم النفسي الذي يجعل المريض يشعر بالاطمئنان ففي داخله توجد صراعات انا شخصية لا احبد فكرة أن يكون العلاج بالأدوية مدة طويلة فقد يصبح إدمان بدل من ان تكون مواجهة
اعجبني حديثك و اشعر بأنني مكتئبة لكن سأتجاوز ذلك