لا تسمح لأحدٍ بأن يجعلك تعيش النسخة الأسوأ من نفسك، أو يفرض عليك صِبغَتك الشخصية، اختر لونك الخاص وانطلق.
بإمكانكم الاستماع إلى النص بصوت الجميلة أسيل البرادعي صاحبة قناة podcast kaman بالنقر هنا
نعم، نحن نحمل مزيجًا عجيبًا من الأبيض والأسود، وعندما نُكثِر الاحتكاك مع الأصنافِ السامَّةِ من البشر ونُجبِر أنفسَنا للتعايش والتأقلم معهم، سنجد حينها أنه من الضروري استخدام الوجه الأسود من أنفسِنا؛ بحجة أننا نحاول التأقلم والتعايش مع محيطنا!
ألستُ على حق؟؟
ألا نبرِّر لأنفسنا سوءَ تصرفِنا في العديد من المواقف بهذا العذر؟؟
إن كنتَ كائنًا بشريًا وتنتمي لنفس الفئة الإنسانية الخطَّاءة التي أنتمي إليها، وتملك من الصدق مع نفسك ما يُخوِّلك لتجيب بصراحة على هذا السؤال، فلن تجد بأسًا في الاعترافِ أنك من متَّبِعي هذا النهج من حينٍ إلى آخر.
نعم، أقولُها آسفةً، نحن نُقحِمُ أنفسَنا بأخطاء كبيرة تتسبَّب لنا بأضرارٍ جسيمة في علاقتنا مع ذواتنا ونظرتنا لأنفسنا.
كيف؟ الإجابة بسيطة:
ترانا نتلوَّن بِصِبْغةٍ تناسب البيئةَ المحيطةَ بنا لنتناسب مع صفاتٍ أبعد ما تكون عن حقيقتِنا، نتصالح مع الخارج ونخلق صراعًا داميًا مع دواخلِنا.
عذرًا، ولكنَّه بئس القرار والخَيار، أتسألني لماذا؟
حسنًا، إنك وبكل بساطة ومع مرور الوقت ستفقد جمال ألوانك وترى أن صورتك أمام نفسك قد بَهُتت فور اعتمادك للوجه المعتم من كينونتك.
أرجوك ألا تقبل بالتأقلم مع أوضاع تستنزف بياض قلبك وصفاء روحك،
فلتصرخ في وجه أمواج التغيير العاتية، كن شامخًا في وجه سوادهم وارفض سكبه على حياتك و عقلك وقلبك.
احتفظ بتفسيراتك البريئة لتصرفات من حولك، وأغلق أذنيك عن تلك الأصوات التي تتحيَّن الفُرَص لتُفرغ سمومها على مسامعك،
أغلقها عن أولئك الذين يدَّعون العلم بنوايا وسرائر الناس، يفسرون ويحللون كل همسة، يرصدون كل حركة ليبدؤوا تحليلاتهم المريضة تلك،
ابتعد وإلّا اصطبغتَ بسوادهم الذي سيكون من الصعب عليك فيما بعد التخلص من آثاره القبيحة،
ابتعد وإلا التصق في قلبِك ووجهِك قناعُ السواد الذي سرعان ما سيلتحم بهما ليصبح سَمْتَك وسجيَّتَك، لتجد نفسَك مودّعًا لنصفك الأبيض إلى الأبد.
فلتأبَ روحُك إلا النسخة الفضلى منك،
كن أنت بنقائك وعنفوانك، ومن لا يسعد بذلك ولا يناسبه هو التأقلم مع جميل طباعك، فليرحل بعيدًا باحثًا عن صحراء مُقْفِرة تشبه روحَهُ، ولْيُلْقِ بسوادِ ظلالِهِ عليها، وانعم أنت بروحك الفَتِيَّة، حررها من قيود ظنونِ الآخرين السيئة، وانتعش بصحبة من يرتضون لك النسخة الفُضلى من نفسِك، ويستَفِزُّون صلاحَك حتى يطفو للسطح، ويأبون لبياض روحك أن تشوبَه شائبة.
أنت، نعم أنت من سيعود عليه النفع أولًا وآخرًا، وهذه حقيقة مهما أخبرك الحمقى أنها تُرَّهات لا تناسب سواد هذا الزمن.
فضيلتك ستجعلك صاحبَ نظرةٍ متفائلة بالناس، وهذا قولٌ حقّ؛ فالخير ُفي أمة محمد إلى يوم الدين.
ثق بي، ستنال بحسن نواياك منزلة رفيعة عند ملك الملوك، حتى تجده بجميل أقداره يغربل ذوي الصبغة السوداء من حياتك من غير حول منك ولا قوة، ويضع في طريقك من يرى خيرَك، وترى لطفَ اللهِ فيك من خلاله.
تذكَّر أنك لم تُخلَق لتتواءم مع الجميع ولا لتكون صديقًا محبوبًا لدى الجميع، من شابَهَك وارتضاكَ واستخرجَ من باطنِ روحِك جمالَها فأهلًا ومرحبًا به، ومن كان عكس ذلك فيكفيك السيرُ بسلامٍ في أرضِه من غير ضرر ولا ضِرار، فإنما سُمِّيَت بعض العلاقات بــــ ( علاقة سطحية ) لمثل هذا المقام.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
حبيبتي شهد يا أحلى داعمة 🌷
كل الدعم الك يا احلى كاتبة😘😘😘😘❤❤😍
سهى زيد أشكرك جزيل الشكر على كلامك الطيب.
يارب أكون دائمًا محل ثقتكم🌹