قد لا ترى ما تفعله أنت من فوضى التناقض و قد لا تلحظ تخبطك في الاختيار
.. كن يرقصن جميعاً على انغام اغنية "سكر محلي محطوط عليه كريما " تلك النسوة من الطبقة المخملية .كانت القلائد والأقراط الماسية تتدلى .. وتلك الأغنية بدت لا تناسب المشهد أبداً .. كنت اتوقع عازفة بيانو رفيعة تلبس ثوبا اسوداً .وما المانع ان البهجة تطغى على المضمون أحياناً .بينما صاحبة الحفل كانت تتنقل أمام المائدة الطويلة تزمجر غاضبة من المنظم الذي لم يرتب المائدة حسب الأصول .. فالسكاكين والشوك والملاعق لم تكن قريبة من حافة الطاولة .. كنت أراها وهي تصرخ في الزاوية تشبه الملكة في قصة أليس في بلاد العجائب تخيلتها تأمر بقطع رأسه فوراً .. ولكن "سكر محلي محطوط عليه كريمة " كانت تصيبني بالجنون .. و كنت ارغب في أن الفت انتباهها الى الاغنية التي لن تناسب طقم الشاي الفيروزي الموضوع في الزاوية، ولكن ربما كانت هذه الاغنية هي لمسة البساطة في هذا الحفل العظيم .
اثنت "بثينة "صديقتي على ترتيب اصناف الطعام .كانت موضوعة في تماثيل على شكل عبيد يحملون سلات مملوئه بالأرز والسباجيتي والروبيان . لقد شعرت برغبة في تحريره ذلك التمثال .. علقت "بثينة": يبدو حقيقياً
قلت في نفسي : يبدو مذلاً.. ويبدو الصحن ثقيلاً . لم أتفاجأ من شعوري بالشبع بعدها مباشرة .
ولكن صاحبة الحفل قدمت لخادمتها مفاجأة في منتصف الحفلة سوار ذهبي . حسناً هذا يغفر لها فكرة العبيد .
كان الجميع يلتقط الصور والفيديوهات وكنت انا كمن يحاول تفادي قذيفة .. كنت ارغب في توزيع مرسوم خطي يتعهد بانني سأقاضي كل من يظهرني في فيديوهاته بالخطأ ،ولكنني تذكرت المشكلة التي حصلت في جروب المجموعة عندما ارغمت "بديعة "على الانسحاب من جروب الواتساب لانها صورت سعاد بلا فلتر ، وهو الشيء الذي لا يمكن غفرانه أبداً .
كانت النهاية هي الاجمل فقد وزعت المضيفة على الحضور اجمل هدية وهي مصاحف صغيرة خضراء ذكرتنا جميعاً بالجنة وتصادف توزيع الهدايا مع اغنية " يا بتاع النعنع يا منعنع" . لم تكن صاحبة الحفل الوحيدة التي تفعل كل شيء بلا مبدأ كنّا جميعاً نفعل ذات الشيء ولكن بمستويات خاصة بِنَا وبظروف أخرى .
لم يكن هذا الحفل التناقض الوحيد ،فحياتنا كلها للأسف تشبه هذا الحفل الكبير مجموعة افعال متناقضة ، تدين تتخبطه الاهواء والعادات والتقاليد ، و ترفيه يتناقض مع كل أفكارنا ،ومبادئ نحورها لمصالحنا .. وتعريفات خاصة بِنَا لكل ما هو راقٍ، او منحط، فخم، أو مبتذل.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات