هناك بالتأكيد انتقاد كبير موجه لكتاب #فيلم_اصحاب_ولا_اعز ، لكن ليس بسبب "ترويجه للفاحشة والرذيلة"
انتقاد وجدل حول فيلم "أصحاب ولا أعز" الذي يعرض على منصة "نتفلكس"، حول بعض الجُمل والمواضيع التي اعتبرها المشاهد "خادشة لقيمه والحياء".
أعتقد بداية أن هناك بالتأكيد انتقاد كبير موجه لكتاب #فيلم_اصحاب_ولا_اعز ، لكن ليس بسبب "ترويجه للفاحشة والرذيلة" كما يقول الكثيرون، ولا بسبب بعض الجُمل الواردة في حوار الشخصيات أو وجود شخصية مثلية جنسية أو استعراض الفيلم لمشكلات اجتماعية ونفسية، منها الخيانة بين الأزواج أو الإدمان على الكحوليات،
لكن الانتقاد موجه للفراغ والنقص الكبير في النص العربي، وافتقار الإنتاج الفني العربي اليوم للإبداع والاعتماد الرئيسي للنسخ واللصق فقط من أفلام أجنبية والاعتماد فقط على ترجمة نصوص وروايات أجنبية فقط.
ينظري، الفيلم بمضمون الحوار وفكرته لا يحتوي على أي أفكار خادشة للحياء، ولا يروج لأفكار مغلوطة، إنما يستعرض مشكلات اجتماعية متواجدة بأصالة في جميع المجتمعات ومن ضمنها العربية.
الإدمان على الكحول، أو المثلية الجنسية أو بعض المصطلحات المستخدمة، ليست خارجة عن مألوف الحياة الروتينية اليومية للمواطن العربي والمجتمع العربي.
إنما هناك مشكلات ثقافية، اجتماعية، قيمية، أكبر بكثير منذ سنوات، ولم تُعالج حتى اليوم لا بالقانون ولا الأعراف ولا الإنسانية حتى.
المشكلات الاجتماعية الحقيقية، سواء في الإدمان على الكحوليات والمخدرات، التحرش، المثلية الجنسية ومشكلة تحديد الهوية، المشكلات النفسية بين الأفراد، الإقصاء والعنف ضد الأطفال أو المرأة، الخيانة الزوجية، وغيرها الكثير من الأزمات والمُعضلات التي يُحب ويُفضل المجتمع العربي تجنب ذكرها، لكنه لا يبادر حقيقة في حلها جذريا.
عودة لنص الفيلم، المشكلة الحقيقية تكمن في الافتقار الشديد لنصوص عربية قوية، لأفكار إبداعية جديدة بعيدا عن النسخ واللصق.
اليوم الإنتاج الفني همه الأول والأخير "البيع" وتحقيق مكاسب مادية، والترويج للعمل من خلال استفزاز عقلية المشاهد العربي، والتركيز على بعض الأمور "السطحية" ومعالجة المشكلات بطرق خفيفة فقط من أجل "الترند" وكسب المشاهدات وتحقيق إيرادات عالية.
في النهاية، هناك الكثير من الروايات العربية التي تصلح أن يتم تحويلها لمسلسلات وأفلام ومواد تلفزيونية أو سينمائية جميلة وهادفة وممتعة، بعيدا عن الركاكة في النصوص والسطحية في عرض المشكلات الاجتماعية وعدم التناسق أحيانا في السيناريو الدرامي والخلو من أي هدف في الأفلام والمسلسلات المعروضة حاليا، والاعتماد فقط على إثارة الجدل أو الاعتماد على "إبهار العين" بمعنى استعراض جماليات سواء "شكل" الممثلين أو الرفاهية الكبيرة في الملابس والمقتنيات والسيارات والبيوت.
لذا، يجب أن يتوقف المنتجين عن الاستثمار بنصوص درامية ركيكة والبدء بصحوة فنية ثقافية في المجال الفني العربي.
وعلى كُتاب الدراما البدء بالخروج عن المألوف، بعيدا عن التقيد بالترجمة، والسماح لأفكارهم بالوصول عنان السماء، بطرح أفكار جديدة بطرق مختلفة، والتركيز على رسائل محددة للجمهور، تغير من الكثير من وجهة نظر الجمهور بطريقة صحية ، وذات تأثير بعيد المدى.
فالانتاج الفني أداة مهمة جدا في المجتمعات لخلق وعي جمعي وللتأثير على المعتقدات الثقافية والقيمية للأفراد في المجتمعات.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات