الاهمال والاستخدام سيعيد تشكيل وجوهنا وملامحنا ، اجزاء تقاعدت عن العمل وأخرى تحملت العبئ بالكامل ، وهذا ما سيعيد تشكيل الملامح ويرسمها بصورة مختلفة.
لا بد ان نعترف ان تلك الكتب التي تحدثت عن قراءة الوجوه وفهمها اصبحت بلا قيمة، وان الحديث عن فهم المشاعر بالنظر الى صفحة الوجه اصبح في خبر كان، فبسبب الوضع الوبائي فقدنا جزءاً كبيرا من الوجه والذي نعتمد عليه في فهم المشاعر وتحليل مقاصد الكلام .
قد لا تعي انك تنصت الى محدثك بفم مفتوح يجاهد للحصول على المزيد من الاوكسيجين اسفل قناع قماشي ،وقد لا ترى انت ومن هو قبالتك تلك النظرة البلهاء التي ارتسمت على وجهك اسفل قناعك، وقد لا تشعر بارتخاء فكك بصورة لا شعورية فانت تعلم تماماً ان أحداً لا يمكنه ان يرى مدى استرخائك الخفي .
اصبحت متحرراً فجأة من ابسط مبادئ "المجاملة الوجهية" ان صح تعبيري ، و نقلت كل المجهود الى الجزء الاعلى من الوجه واوكل كل العمل الى العينين تتسعان وتضيقان ترمش وتغمز .. وتحرك البؤبؤ بصورة توحي بالملل او اللامبالاة . والحاجبان يتبعانهما صعودا وهبوطاً .
هذا الاستخدام المعدوم للجزء السفلي من الوجه قد لا تدرك انه اهمال متكرر لعضلاته ، فالابتسامة تتم بتعاضد مجموعة من عضلات الوجه ، تلك العضلات التي كان ينصحنا خبراء التجميل بتحريكها وتمرينها لتخفيف ظهور التجاعيد وتأخيرها .والآن عليك ان تفكر ملياً بان ملامحك ستتبدل بسبب ذلك وقد تكون بدأت في ملاحظة هذا الامر حقاً .
"وجه الالة " هذا ما تخفيه الاقنعة الطبية ، وجوه ما عادت راغبة في التفاعل ولا ترى له ضرورة ، وعندما يحين الوقت للاستغناء عن هذه الاقنعة سيتحتم علينا ان نتدرب على اعادة تشغيل هذه العضلات مجدداً ، ونعم سنرسم بعض النظرات البلهاء في بداية الامر .
ستتغير طريقتنا التفاعلية حتماً . ستتقلص عضلات وستتمدد اخرى ، لذلك عندما تحدق في المرآة تذكر انك على وشك اكتساب ملامح جديدة .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات