إن سلامة المواطنين والمجتمع أساسها مدى وعي ومتانة الأسرة في بناء بيوت لا عماد لها

لا يخفى على أحد منا بظهور متاهات ليست لها حل في حياتنا ، ومن بين هذه المتاهات التي يتوغل ويتغلغل أبناؤنا فيها دون علم منا، ومن بينها الآفات الاجتماعية باختلافها وبشتى أصنافها ، سواء تدخين ، أو مغدرات أو غيرها ، ولكن حدوث هذه الأمور التي يكون ضحاياها الأطفال ، فهذا لأمر شنيع ، فينبغي الحد منه ، ولكن وجب أن يكون بالوعي ، وبمنطق إنسان وبيئة سليمة ، والانطلاقة وجب أن تكون من الأساس وهي الأسرة وعلى وجه الخصوص الأولياء ، إن مجال الوعي كل ما زاد ارتفع لدى المرء كل ما أدرك وفهم الحياة وتفاصيلها ،ومن واجب الآباء والأمهات الحرص الشديد على مدى وعي أبناؤهم ، ولا يتحقق ذلك إلا من طرف شخص واعي ومسؤول ولديه سعة صدر رحب ، فكما قال تعالى في محكم تنزيله {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} ، وانتشار المهلوسات والمخدرات مع تزامن التطور التكنولوجي بات أمر صعب الحد منه ، فأصبحت ليست كما متعارف عليه في أقراص دواء بل في شكل قطع حلوى وشكولاطة، وحتى على شكل سيرومات وغيرها من الأشكال التي لا يتخيلها ذهنك ولا تبدر إلى فكره أو تخطر على البال ، وساقفى لكم عند سرد قصة بسيطة في هذا المجال وساكتفي بجزء منها فهي طويلة وأدت إلى كوارث وخيمة.، وهي في بيئة بسيطة وفي قلب أسرة من الأسر ،

يا أبي الباب يطرق ، إنه أحد يسأل عنك ، الأب: قل له أني لست في البيت، تعجب الإبن وقال لأبيه: ولكنك أنت موجود في البيت يا أبتاه ، أوليس جوابك ينافي العقل، قال الأب غاضباً: أفعل ما أمرك به دون جواب ....،

ذهب الإبن وقال للطارق: سامحني يا أبا طارق أبي ليس هنا

فرد أبا طارق: لا تتاسف بني فأنت لم تقل إلا الحقيقة

فخجل الإبن وانصرف من جوار الباب وهو يقول لقد كذبت

ثم في صباح اليوم التالي والموالي، طلبت نبع الحنان من ابنها فهمان بأن لا يخبر أبوه بما حدث ، فقال الإبن: يا أمي وماذا إذا سألني ؟؟؟؛ فقالت : لا تجبه كذا بل قل له كذا وكذا فلن ينتبه لكذبك عنه،و

فعل ما طلبت منه والدته عندما سأله أبيه،ولم يشعر الأب وصدق ما قاله فهمان

مرت الأيام وإذا فهمان اشتهى لعبة وطلب من أبيه أن يشتريها له فرفض ، وكذلك حدث نفس الأمر مع أمه ، وهكذا يحدث معه وخاصة أنه تربى في بيئة لم تفهم ..، وذات يوم كان يجلس أمام البيت رأى أمامه إبن جارهم خالد يأكل الحلوى فاشتهى الحلوى ، ومر أمامه رجل ورأى هذا الأخير تعبير وجه فهمان فجلس بجواره وبدأ يبادل الحوار معه حتى بات صوت الضحك يغدو بينهما ويعلو فقال الرجل إلى فهمان: هل تأكل حلوى؟ ، فرد عليه فهمان : كيف علمت أني اشتهيت الحلوى ؟؟!!!..، قال الرجل : خذ كل لا عليك ولكن لا تجعلني أخجل كل هذه القطع الثلاثة ، وبالفعل حدث ذلك وأكل فهمان الحلوى ، ثم قال الرجل: وجب عليّ الذهاب، فودعا بعضهما بعضاً وذهب الرجل ، وياليت أنها كانت مجرد حلوى فقد تسببت في حدوث جريمة ، وياليت أن هذه الجريمة هينة بسيطة بل في مقتل أرباب الديار....،

ان الاختلاف هو الاصل في يقظة الوعي وتجدد الفكر وتطور الحياة.


ومن هذا المنطلق وجب عدم معاقبة الأبناء على الكذب بل بالعكس فهو بات طالب مجتهد ونجيب ، لأن على ما علمتموه أنتم مسؤولون فكل راع مسؤول عن رعيته ،وجب خلق جو من المحبة والمودة والصداقة بين الأولياء والأبناء ، مما تولد ترابط وتلاحم سليم ، حيث أنها ليست مبنية على الإجبار والإكراه ، فهذان يولدان التنافر وعدم التلاحم والترابط والتراحم ، لذا كل ما يؤتى بالود يسلم بالود وما يؤتى بالتسلط والجبروت والعنف لن يؤدي إلا إلى الهجر والفراق وأزمات ليس لها من وصال.

معاني

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

الإختلاف من منظور فلسفي حولته الى إبداع هكذا هي الكلمة تصنع الفارق أبدعت 👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻

إقرأ المزيد من تدوينات معاني

تدوينات ذات صلة