ماذا لو كانت ذكرياتك مجرد وهم ونصفها خيال ..ماذا لو اعتمدت على ذاكرة كتلك في امور مصيرية؟
في تجربة اجريت على مجموعة من المشتركين تم ابلاغهم انهم تعرضوا في طفولتهم للضياع في المول ،وتم سؤالهم ان كانوا يتذكرون أي ذكريات حول هذه الحادثة ، وبعد تأكيد الوالدين والمعالج النفسي لهذه الحادثة قدم جميع المشتركين ذكريات وبالتفاصيل حول ما حدث ذلك اليوم .
حتى ان احدهم تذكر ان رجلاً كبيراً في السن وجده وكان يلبس قميصاً مقلماً .... والعجيب..
ان احداً منهم في الواقع لم يتعرض لهذه الحادثة مطلقاً.
وهذا افرز تساؤلاً لدى الباحثين هل ذكرياتنا غير صحيحة وصادقة ؟ هل تتغير هذه الذكريات تبعا لتغير أفكارنا و الأحداث التي نمر بها؟ هذا بحد ذاته يغير الكثير من الامور ان التشكيك بقدرة الذاكرة على تذكر الحقيقة يجعل الاعتماد عليها في امور مصيرية مغامرة غير ممكنة .
لنفس السبب يراعي المحقق في قضية جنائية عند استدعاء الشهود للادلاء بشهادتهم ان
يكون السؤال مجرداً، وان لا يوجه الشاهد لتحوير ما يتذكره عن ذلك اليوم .
ان مشاعرنا وتجاربنا الحالية التي نمر بها قد تخدع ذاكرتنا حول كيف كنا نشعر في الماضي .. وقد تقوم بتحويرها ، والحقيقة انه لا توجد مشكلة في ذلك الا اذا قررنا ان نتعامل مع المعلومات التي تقدمها الذاكرة على انها حقائق .
قياساً على ذلك انظر الى كل تلك المعلومات التي تصلك عبر السوشال ميديابتدفق هائل وتؤثر على مشاعرك ،وقد تغير ماضيك ،وتشوه تاريخك .. تحسن اداءك او قد تحبطك ،وكل ذلك ممكن بسبب ذاكرتنا القابلة للتعديل ،
هذه الحقيقة ايضاً يمكن استغلالها في تغيير تفكير الاجيال والمجتمعات حول ماضيها وانجازاتها وتغيير الشعور تجاهها ، يمكنك بتدفق بسيط عبر السوشال ميديا ان تقنع جيلاً كاملاً بقصة اخرى ان تجعله يتبنى الوهم ويصدق انه كان جزءا من ماضيه .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات