هل هذا ممكن ؟!

إمكانية تنظيم الوقت بين العمل الطويل و دراسة الهندسة

هل هذا ممكن؟!

عبارة نسمعها كثيرا عن العمل سواء بدوام كلي أو دوام جزئي خلال مرحلة الدراسة الجامعية، مع العلم أن العديد من الطلاب يعملون باختلاف الوظائف في فترة الدراسة، ولكن من تجربتي الخاصة فإن كل خطوة يقوم بها الإنسان تنعكس بتأثير إيجابي أو سلبي أو كليهما معا، فخبرتي بالعمل بدوام كلي يمتد الى ٩ ساعات، ٦ أيام بالأسبوع مع دراسة تخصص هندسة الحاسوب تعتبر تجربة ذات جانبين، فمن جهة اكتساب خبرة في مجال تختلف عن مجال اختصاصي الجامعي تعتبر ثرية جدا. و خاصة لأنها تعتبر مؤهلة للتعامل بسوق العمل، فخوض تجربة العمل في هذه المرحلة تجعل من الشخص أكثر اعتيادا على بيئة العمل، كما أنها تعود بالأثر الإيجابي على بناء الذات و الاعتماد على النفس في هذه المرحلة العمرية بالإضافة الى فرصة التعرف على أشخاص يمكن أن يكونوا ملهمين في مجال العمل، و من الجهة المقابلة هناك ثمن يدفعه الإنسان مقابل قراراته أحيانا، و في هذه التجربة التي أخوضها فالثمن هو التخلي عن العديد من الأنشطة التي اعتدت القيام بها مثل إمضاء الوقت مع الأصدقاء و العائلة كما أني أضطررت لتفويت العديد من المناسبات العائلية المهمة بسبب دوام العمل و أوقاته، يصبح التعود على السهر و ساعات النوم القليلة أمرا اعتياديا، فلا يوجد وقت كافي للدراسة خلال اليوم كما أن حضور بعض المحاضرات و التي تكون عن بعد في ظل جائحة كوفيد ١٩ التي نمر بهاحاليا تصبح احيانا مربكة حيث أني اضطررت الى حضور بعض المحاضرات في مكتب العمل حتى لا أقوم بتفويتها أو التقصير بالدراسة.

في نهاية المطاف عند اتخاذ قرار العمل الطويل و الدراسة الصعبة يجب معرفة أنه من الممكن، بل على الأغلب يجب التخلي عن أمور معينة لتجنب التقصيرفي كل من المجالين، يرى البعض صعوبة في العمل و الدراسة في الوقت نفسه فهذا أمر طبيعي ، فلكل إنسان طاقة و قدرة محددة، ولكن بالنسبة لي فهي تجربة تستحق الخوض، فالحياة مليئة بالتجارب، و من كل تجربة هناك درس و أثر يستمر مع استمرار الحياة و لابد أن يأتي الوقت ليستفيد الإنسان من ذلك الأثر، وعندما يصبح حب التعلم و تطوير الذات أولوية لدى الإنسان لابد له من خوض هذا النوع من التجارب التي تحتاج إلى تنظيم وقت. فهو عامل أساسي و تنظيمه ليس بالمستحيل، فأنا لا أؤمن بالمستحيل.