في حيرة مما إذا كنت أعيش لنفسي أو من أجل شخص اخر, الرغبة في الإختفاء لا تنفك عن ملاحقتي...
أتسائل عن ماذا سيحدث لو أني اختفيت من العالم الافتراضي فقط, لا أعلم هم من أحمل عند اختفائي, أتساءل هل سأشتاق لاصدقائي لهذا الحد و لكن أجيب نفسي في نفس الوقت اني استطيع مهاتفتهم و التحدث معهم ان حدث ذلك, ام ان الامر لا علاقة له بالاشتياق و لكن فكرة الا اعرف اخبارهم عندما لا استطيع الحديث معهم, هكذا احس مع البعض فليس بامكاني ان اهاتف الجميع و اتحدث معهم فلست قريبة منهم جميعا, هناك العديد من الاصدقاء ممن اكن لهم الاحترام و قد تركوا في حياتي ذكرى جميلة للغاية و لكن ااااه اناحقا لا اعلم ما علي فعله.
اولا لماذا اريد الاختفاء و ترك كل شئ؟
عندما فكرت في هذا الامر لاول مرة, احسست بشئ واحد فقط, التعب, لا بد انني استنزفت كثيرا على مر هذه السنوات, لا اذكر الامر الان بعقلية الضحية و بداعي الشكوى, بل أذكر الامر الان بوعي أكبر و مسؤولية اكبر تجاه نفسي, مستقبلي و الاهم من ذلك حالتي النفسية.
الان من ماذا استنزفت بالظبط؟
اولا ساعود بالزمن للوقت الذي كنت فيه حاضرة في العالم الافتراضي و لكن لم اكن ممن يكترثون كثيرا بهذا العالم حقا. السبب على ما اعتقد يعود الى ان كل من كنت احبهم و اعتبرهم اصدقائي كانو معي و اراهم لذا كنت اكتفي بهذا عندما اكون معهم و لا يهمني ما يفعلونهم في الاوقات التي لا اكون فيها معهم لانني كنت على ما يبدو انا الاخرى منغمسة في حياتي و لا يهمني ما يفعله الاخرون و ثانيا ان في غالب الامر اعلم انه لو حدث لهم شئ مهم سيحكون لي مباشرة لو انهم كانو يمرون بوقت عصيب لاخبروني لاننا اصدقاء و حتى ان لم يخبروني فانا ساعلم و أحس بهم من مجرد النظر في وجوههم, فقد كنت شخصا يحفظ كل شئ حول أصدقائه. اما الان لا استطيع رؤيتهم فقد ابعدتنا المسافات و أقدارنا التي قادت كلا منا في طريق, لا اعلم المهم و انا اكتب هذا عقلي و قلبي يجيبانني ان هذه الاعذار ليست كافية و لكن الحقيقية هي اننا لم نعد كما كنا في السابق, على الارجح اصبحنا اصدقاء فقط و ليس اصحابا كما عهدنا, و لكن هذا لا يعني ان الاحترام و عشرة السنين ذهبت سدى, بل العكس تماما علي أن أحترم تلك الأيام و اقدرها فهم من صنعوا معي ماضيا جميلا للغاية و ان قرر بعضهم الرحيل فقط هكذا دون كلمة…
و هنا استذكر السبب الرئيسي في نظري و الذي جعلني مرهقة و هو التظاهر باني بخير, اردت ان اثبت لهم انني بخير بالرغم من رحيلهم و انني لا زلت قوية بل و افضل حالا, لهذا كنت اشارك اي شئ جميل حدث لي فقط للتباهي و التظاهر بان لدي اصدقاء جدد على الاغلب يحبونني و لن يتخلوا عني كما فعلتهم…. مثير للشفقة, صحيح؟
و لكن دائما ما كنت شخصا يفضل الواقع على الخيال و الصداقات الحقيقية و اللحظات السعيدة بعيدا عن اعين الهواتف, هذا هو السبب وراء حزني في كل مرة انتهي من نشر ما يسعدني, فانا لست ممن يتباهى هكذا و يستغل الفرص ليظهر انه شخص سعيد, بل حتى انني وصلت لدرجة ان اطلب الاهتمام ممن لا يكترث لي اصلا, دائما ما كنت اقول عن من يفعل هذا انهم مساكين مثيرون للشفقة, و ها أنا ذا أفعل المثل و اصبح مسكينة ساعية للاهتمام و الحب, و هذا ما نتج عنه مع الاسف اصدقاء غير حقيقيين و حبا من طرف واحد, كل هذا أرهقني لحد كبير, لهذا اريد أن أهرب حقا و اختفي حتى اعيش في واقعي و حتى استرجع نفسي و ان كان ذلك يعني ان افقد التواصل مع الكثير ممن اعزهم….
من الناحية الاخرى, باي فائدة سأخرج لو أني قمت بذلك؟
حسنا مجرد التفكير في الامر يريحني من عبئ كبير احس به داخلي, فأنا أخاف مع مرور الوقت ان افقد ذاتي و حسن نيتي أو أقترف ذنبا على نفسي بأن أصبح غيورة و حسودة, شخصا لا يهمه شئ غير المظاهر و ان اصبح مهووسة, الامر اصبح بمثابة منافسة بين عدو لا اعرف حتى ما اذا كان يكترث لوجودي اصلا و يعتبرني على الاقل منافسة, لا اريد ان أحس بذاك الشعور باني اقاتل فقط مع حائط, فقط فكرة ان اكون داخل سباق اكرهها جدا, تؤرقني و تقطع نفسي و لا اقوى على التنفس بالرغم من انني اتنفس…
بعد ان افعل ذلك ساكون حرة, ساعرف من هم اصدقائي, لن اتعلق باحد مرة أخرى, سأمشي بمبدأ ان هذا الشخص كانت له ذكرى جيدة في حياتي و الان انتهت لذا سامضي في رحلتي دون ان انظر للوراء, و ان كان لاخر تاثير سلبي على نفسي فذلك سيتوقف عند تلك اللحظة و في ذلك المكان و لن اخذه معي الى اي مكان و لن اظطر لان افكر متى و كيف ساتركه في العالم الافتراضي اولا كما اعاني الان مع صديقة لي اختارت ان تخرجني من حياتها و لكن ليس بشكل كامل و لا اعلم لماذا تعرضني لهذا النوع من الحيرة.
من ناحية أخرى لن اكون مهووسة بالتفاعلات و لن انتظر المواساة من عندهم كلما اعلنت اني لست بخير, ببساطة سأخبر من يحبونني حقا و ان لم أجد ساكتب فقط كما افعل الان, و في النهاية علي ان اتذكر دائما اني لست لوحدي فهناك ربي معي دائما, و ان في بعض الاحيان نحتاج مواساة الكثرين و عبارات التشجيع من اكثر من شخص, و هذا سبب اخر يدفعني لان اقوم بهذه الخطوة و هي ان اكتفي بربي وحده و ان احمد الله على ما منحني من اصدقاء و عائلة و اب و ام و اخ و اخت” الحمد لله لك يا رب على هذه النعم”. فرصة لتغيير المفاهيم و اعادة ضبط المشاعر و اخضاع النفس.
في نفس الوقت ساتعلم ان اعيش اللحظة, أن أفرح دون ان افكر في ردة فعل الاخرين عن ما اعيشه و محاولة استرضائهم أو ارسال اي نوع من الرسائل الغير مباشرة
الهدف هو ان اكون انا فقط و استمتع بكل ما اعيشه.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
أكيد سأسعد كثيرا بردك, شكرا كثيرا على تعليقك و الاهتمام الذي وليته لتدوينتي.
أشعر بكِ جدّا لأنّي مررتُ بهذه التجربة بكل تفاصيلها وبنفس هذا التردّد والمشاعر المتضاربة، وشعرت وكأنّك كنت تتحدثين عني في فترة ما!
هل تسمحي لي بأن أكتب تدوينة كَ ردّ على أفكارك التي كتبتِها هنا وعلى أسئلتك؟!
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸