كنت طفولتي و مع الطفولة تأتي الذكريات و بت حاضري و مع القادم تأتي الأحلام.

هذه المرة لن أبحث عن مبررات و لن أحوال تجنب ذاك السؤال، لن أخجل من مشاعري و لن أدفنها بين أوراقي كي لا يقرأها أحد. كنت طفولتي و مع الطفولة تأتي الذكريات و بت حاضري و مع القادم تأتي الأحلام. أنت ذاك الحب الذي لو كان فلما لكان روميو و جوليت متاح و مستحيل في نفس الوقت. أنت طيف باسق يجيء مع الرياح و يرحل مع الأمطار، أحيانا في قلبي كلحن ينبثق من أوتار العود و أحيانا في عقلي تقفز بين الفكرة و الفكرة كنحل بين زهرة و أخرى.

إنك بين الكلمات تتجلى في كل أوراقي و كأنك حي في كل الأشياء من حولي، بصيرتي تشتاق إليك و قلبي يراك حاضرا هنا و هناك.

دعني أحدثهم عنك، كي يعلموا ان قلبي مليئ بك، دعني أخبرهم عن أول لقاء كي يعلموا أنه من المستحيل ان أتخاطاك. فقد تعبت أن أسمعهم يطلبون مني النسيان،وأنت كل شيء يبقيني على قيد الحياة.

حين رأيتك لأول مرة رفرف قلبي كفراشة، "فرفرة من جناحها في أقصى المشرق يمكن أن تولد إعصاراً في أقصى المغرب",

لم نتكلم و إكتفينا بالنظر لساعات، كنا محاطين بالجميع لكني لم أكن أرى غيرك, كنت أسرق من صمتك حديثا، فالكلام في حضرتك يفقد معناه،

لا تهتم! فإن كان الحب إذلالا لقلبي الذي لا يتبع سواك، فإني رضيت هذا الإذلال الذي يجعلني سعيدة. سمعتهم حين كانوا ينتهكون حبي و يتآمرون من خلفي كي أبتعد، لكني تشبثت بهذه المشاعر و أنا اعلم أنك تسير في طريق مختلف عن طريقي،

تعلمت أن الحب الأول ينتهي و لا ينسى، و الجميل في الأمر، انه مهما كان البقاء مؤلمنا و الفراق قاسيا فإنه في النهاية سيصبح ذكرى سعيدة.

قد تكون ماضيا جميلا لكنك أيضا حاضرا يتبعني، فقط صرت أراك في كل رجل، و أبحث فيهم عن شيء منك.

لقد تعلمت منك كيف أحلم، كيف أسعى من أجل الأشياء التي أريدها و لو كان الطريق وعرا،تعلمت منك أن الوقوف على أخطائي لن يغير شيء، لهذا لم أتوقف، بل سرت نحو سرداب مظلم و نجوت، لأنك أخبرتني أنه مع اليأس يأتي الأمل,

قدوتي في الحياة أنت، لأنك جئت مع الطفولة فعلمتي كيف أمرح و كنت معي وقت الرشد فعلمتني كيف أتجدد، تعلمت الثبات حين كان كل ما حولي إعصار مارد، و في المرداء، تعلمت كيف أطعم نفسي، كيف أحيا بالأشياء البسطية من حولي.




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أميمة فرحات

تدوينات ذات صلة