أبي، حبي الأول و صداقتي الأزلية..حتى في قساوة عينه أرى الحنان. أحتاج إليه في كل شيء لكنه في حزنه، أبي يصبح ذاك الطفل الذي يحتاج إلي..

أبي بطلي الأوحد ، و إستقامة ظهري ..

إن قصص الحب عادة تبدأ بعد كلمة "أحبك". لكني أعيش كل يوم حب لا ينطق ولا لغة له. قد يكون أصفى وأنقى من أي شعور. إنه حب أبي الذي لم أسمعه أبدا لكني أشعر به في كل كلمة وفي كل تصرف. إني أسمع الحب واراه حين يشاركني أبي بعض من مشاكله، حين يناديني ابنتي، حين يشتري لي شيء أحبه وحين يتذكرني في غيابي. وكلما ناداني بإسمي، يرفرف قلبي وكأني أقع في الحب من جديد. أما حين يوبخني فيبتسم قلبي لأني أعلم أن توبيخه هذا هو نوع من الحب. إن ابي رجل صريح في كل ما يشعر به إلا في حبه لنا، كل مخاوفه وقلقه وسعادته وامتنانه يخفيهم خلف قناع اللامبالاة. وكم يسعد قلبي كلما سرقت شيئا من نظراته خلف هذا القناع وكأني فزت في حل لغز كبير لم يستطع حله أحد. ورغم قساوة ملامحه فهناك جانب في أبي لا أراه إلا بين الحين والأخر وكأن الطفولة التي تختبئ عميقا في داخله تتحرر قصرا أو ربما هي رغبته في أن يصنع معنا المزيد من الذكريات. ورغم جفاف أبي فإنه في ذاكرتي، أب حنون كالجدة وممتع كالصديق، ومتفهم كالأخ الكبير. والأهم، أنه عطٌاء أكثر من أي شخص، يسرق من وقته وجسده الراحة كي يمحننا كل ما نحتاجه. وبهذا القدر الكبير من الحب استطعت أن أصبح ما أنا عليه اليوم، شخص يقدر قيمة العائلة، ويحب الحياة والعباد رغم كل شيء.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أميمة فرحات

تدوينات ذات صلة