أظن أن هذا المقال أو التدوينة، ليس إلا خبرةً ما تعلمتها خلال فترةٍ من المحاولات الفاشلة التي لا تبدو كالمحاولة، استخلصت منها أن السعي أهم من الوصول!

منذ زمنٍ ما كنت أكتب أو أدوّن كثيرًا، كلما رأيت كلمة أو راودتني فكرة، كتبت، كنت أستمتع بالأمر أكثر مما تخيلت وكنت أشعر أنني أكتب أشياءً عظيمة، ثم دارت أيامي وبدأ الأمر يقل تدريجًا وبدأت أتعلم أكثر فأكتب فقط عندما أشعر أن هناك قماشًا قيمًا سأخرجه من ماكينة عقلي، ومرت أيامًا أخرى طويلة.

اكتشفت منذ أسبوعٍ تقريبًا أنني لم أكتب أو أُبادر بالتفكير في الأمر حتى لعامٍ ونصف، عامٍ ونصف بدون أن تُراودني فكرة أود أن أكتبها حتى من بابِ التدوين للذكرى، اكتشفت أنني كنت أخاف من المحاولة وأن الأمر وَلَّدَ فيّ رُعبٌ كامل من الأحرف المكتوبة للدرجةِ التي منعتني من القراءة تمامًا، وتوالت الأيام وكثُرَت على هذا الحال إلى أن جاء اليوم الذي أثارني فيه فضولي لمعرفة تاريخ أخر مقال كتبته، فكانت الصدمة حينها أقوى من أن أتحملها حقيقةً.

لم تغادرني منذ أسبوع فكرة أن أعود للكتابة، خاصةً عندما شجعتني صديقتي قائلةً: "لو مجربتيش هتقعدي تضربي أسداس في أخماس إنك مجربتيش"، ومنذ ذلك الحين بدأت أسأل مجددًا وقرأتُ مقالًا واحدًا ولا أعلم يقينًا إن كانت تجربتي داخل الحجر المنزليّ الإجباري على الجميع إثر الكورونا، ستكون تجربةً مثمرة بشيءٍ ما في نهايتها أم لا، لا أدري.

منذ ساعاتٍ مضت رأيتُ منصة لطيفة تُدعى ملهم جعلتني أشعر بأنني سأريد مشاركة شيءٍ ما من خلالها، لذلك قررت أن أُنشيء حسابًا وأنتظر التفعيل، ثم فكرت في أن أكتب ما أشعر به تجاه هذه الفكرة فلعلها تكون عودتي أخيرًا للكتابة والتدوين الكثير الذي أحبه. كنت أشعر بالرعب لأنني لن أستطيع الكتابة أو بالكاد سأكتب أي شيء، لكن أظنني كتبتُ شيئًا حتى الآن، وإن لم يكن الأفضل.

على أي حال، أشعر بالسرور بشكلٍ أو بأخر لأنني استطعت مواجهة خوفي من هذا اللقاء، لقائي بحاسوبي وبرنامج الوورد اللاذان لم أكن أقابلهما إلا لمتابعة أبحاث الجامعة أو تضييع وقتي في مشاهدة مسلسلات حتى دون أدنى نسبةٍ من التركيز.

أهم شيء الآن هو أنني استطعت الكتابة حتى لو لم ينل ما أكتب إعجابي، غير معرفتي بأنني لن أحاول قراءة ما كتبت من البداية.

من هنا يختلف الأمر!

في صباح اليوم جائتني رسالة الترحيب بكوني مدونة رسميًا في منصة ملهم فقررت حينها أن أُكمل ما بدأت فجر اليوم، لذلك قرأت ما كتبت من البداية وأضفت له التعديلات وها أنا أُكمله لعله يكون مقالًا مفيدًا بشكلٍ أو بأخر.

في الواقع باغتني شعورٌ بأن المحاولة تستأهل العناء والمجهود حتى لو لم أصل، بالطبع الوصول سيدفعني لأجرب شيئًا جديدًا أو فكرة أخرى، لرُبما تكون أفضل من سابقتها، لكن المحاولة تجعل هناك أملًا ما ولذّة مختلفة تُشعرني بأن هناك وصول مهما كان بعيدًا أو يبدو مستحيلًا، لذلك ولذلك فقط قررت أن أحاول مجددًا هذه المرة بالذات بعد عامٍ ونصف العام، لعلي أفلح فيما فشلت فيه طوال هذه الفترة الصعبة.

قررت أن أُشارك هذه المنصة خطوتي هذه لأنهم بشكلٍ أو بأخر دفعوني لأحاول محاولةً تبدو كالمحاولة، حيث نهضت فعلًا وجلستُ في لقائي الأول مع كلماتي وحاسوبي وبرنامج الوورد لأول مرة منذ عامٍ ونصف طويل ومؤلم، قررت أن أتقبّل خطأي وتقصيري تجاه شغفي للكتابة.

أتمنى حقيقةً أن تكون هذه البداية في سعيي للوصول لشيءٍ ما أفضل، مثلما اعتدتُ أن أفعل مُسبقًا، لأن أهم ما في الأمر هو السعي لا الوصول.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

دام إبداعك.. وعودًا حميدًا لقلمك.

تدوينات من تصنيف تحفيز

تدوينات ذات صلة