نص أدبي للدلالة على أن الفتح، النصر، التقدم قادم لا محالة
رأيت ذلك الطفل بينما كنتُ أسيرُ في درب وعر، جالساً يحمل مظلة خضراء؛ خوفاً من سقوط المطر؛ لعله انتبه صباحاً قبل خروجه أن الغيوم تملأ السماء، وأنْ لا خيوطاً للشمس داعبت أزرار الرداء، جالساً يتناول شطيرة المربى التي قام بتحضيرها في الصباح؛ لأنه رأى والدته مستغرقة في نومها فخشي أن يوقظها.
جلست بجاوره ، سألته عن اسمه، فقال : فتح . بدأ الحوار بيننا يتعمق وأنا أرى في عيني فتح طفلاً بريئاً بعقلٍ لعجوز حكيم قد امتلأ جوفه خبرة، وبقلبٍ متحمسٍ أن هناك حقّاً فتح، أن هناك نصر، وأن هناك عزة، قلبه متيقنٌ بأن العزة التي يقرؤها دوماً في قوله تعالى: " ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين" حتماً تحققت لله ولرسوله .. ولكن غصة قلبه أجابَتْ سؤالَه "هل حُقِّقَتْ هذه العزة للمؤمنين أم لا؟".
أرى في عيني فتح رجلاً صلباً يريد حتماً الفتح، يريد أن يرى العزة لأمة، بل يريد أن يحقق لها العزة. بريق عينيه يخبرني بأن فتح قادراً على ذلك ، لديه من القوة، الحيوية، والطاقة ما يكفي لذلك، ما يكفي لتغيير مصير أمة؛ فالتغيير لا يحتاج عدد ولا عدة. وأكبر دليل على ذلك غزوة بدر التي أثبتت أن باستطاعة فرد أن يغير حضارة وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله .
بعد حديث طال بيني وبينه وأنا أتأمل طموحاته بالفتح والنصر والعزة ، بدأت السماء تمطر، تمطر مطراً حمضياً ، فَتَحَ مظلته ليحتمي من المطر، رأيت ذلك المطر يذيب مظلته إذابة.. أرى تلك المظلة الخضراء تذوب أمامي رويداً رويداً .. ولكن هل سيَحرق هذا المطر الحمضي فتح؟ فكر فتح؟ آماله ؟ أم أن طاقته، حماسه, طموحاته ستنقذ الموقف الذي وصل إلى الذروة؟
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات