تجربتي الشخصية في الجامعة وكيف عملت الجامعة على التغيير من شخصيتي وسلوكي الى الافضل وكيف جعلتني افكر بشكل افضل
التغيير هو القاعدة الوحيدة الثابتة في هذه الحياة، فهو الأساس الذي يُبنى عليه تطورنا، فمنه نبدأ و به ننتهي.منذ أن كنت في مرحلة الدراسة في المدرسة كنت أسمع الكثير عن مكان ينظر الجميع إليه اسمه (الجامعة) ذلك المكان الجميل الذي يحتوي الأصدقاء والجنسيات المختلفة والأعراق والأديان التي تسعى جميعها إلى هدف واحد وهو العلم والتطور انهيت تعليمي المدرسي، ثم انتقلت إلى الحياة الجامعية التي تغيرت فيها شخصيتي بالكامل
فدرست تخصص العلاقات الدولية والدرسات الاستراتيجية وهو التخصص الذي اخترت دراسته بالرغم من عدم تلقي التحفيز والتشجيع لدراسته. في اليوم الأول لي في الجامعة تعرفت على أشخاص لم اكن اتصور بأن أتعرف عليهم او التقي بهم لعدة اسباب منها البُعد الجغرافي ومنطقة السكن و الانطواء على أنفسنا داخل الحرم الجامعي والذهاب فقط للمحاضرات ثم العودة إلى المنزل.الحياة الجامعية كانت مختلفة تماماً عن الحياة التي كنت أعيشها في السابق
فقد ساعدتني مخالطة الأشخاص على التطوير من أفكاري ومن شخصيتي وحتى من أنماط حياتي الاجتماعية التي كانت حافز لي في اكمال مسيرتي الجامعية والتي ارتبطت في مجال تخصصي بشكل مباشر. من طالب في المدرسة إلى طالب جامعي إلى عضو في مجلس الطلبة إلى رئيس نادي الأمن والسلم المجتمعي و كل هذا ساعدني على تقبل الآخر، حيث سعيت للتقرب من كل شخص مختلف عني ثقافياً او دينياً او فكرياً و بناء جسور الحوار معه من أجل زيادة التماسك بين الاشخاص في البيئة الواحدة.كما أخذ التطوع حيزاً كبير في فترة دراستي الجامعية، من خلال جمعيات خارج الجامعة مسؤولة عن أنشطة أجتماعية لدعم الطلبة السوريين في المرحلة الابتدائية
التي كانت من أجمل التجارب التي مررت بها فكم من الجميل رسم ابتسامة على وجوه الاطفال رغم الألم و المعاناة. بالإضافة إلى أن الجامعة أتاحت لي الفرصة لأخذ العديد من الدورات التي تساعدني على تطوير مهاراتي وبناء شخصيتي.
فعلمتني كيف أفكر و كيف أرى الأشخاص من منظور مختلف
علمتني كيف اجمع المعلومات و أأخذ القرار الصواب و كيف ابني علاقات مع أشخاص ذو أفكار مختلفة.تعلمت أيضاً أن لا أتحيز إلى أفكاري فحسب
بل أراعي الاختلاف و المصلحة العامة
و أن الاحترام و النقد البناء هما أحد أهم طرق الحوار
و ها أنا أشارف على انهاء مسيرتي الجامعية التي كانت غنية و ذو تأثير كبير رغم الصعاب التي مررت بها وأطمح في اكمال مرحلة الماجستير فور انتهائي من البكالوريوس.
و في النهاية أود الإشارة بأن أحد أهم أسباب الوحدة بين جميع الأشخاص رغم اختلافهم هو التطور، فهو الهدف الأسمى و المصير الأوحد لنا جميعاً.
فليس مهم أن نتفق على فكرة واحدة ولكن الاهم أن نتفق على هدف واحد يوحد اختلافاتنا و يصنع منها نوراً يضيء دربنا جميعاً.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات