هل كل ما نقوم به بالقلم والمسطرة ينجز ويحدث هذا دون معرقلات أم الهالة المقدسة لها كلام آخر
حنان لاشين هي كاتبة روائية مصرية حاصلة على بكالوريوس الطب البيطري من جامعة الإسكندرية، وهي عضو اتحاد كتاب مصر،نُشرت لها عدة مقالات ولها عدة مؤلفات من بينها سلسلة البلاغة وكذلك كوني صحابية وغزل البنات، وممنوع الضحك،وهي عضو كتاب مصر، اشتهرت بفنها القصصي وأسلوبها في السرد ، وآخر ما كتبت العام الماضي رواية سقطرى وانضمتها إلى مجموعة مملكة البلاغة، أنوه جدا وبشدة قراءتها، والكتاب الذي سنقف عنده اليوم هو الهالة المقدسة، ساقف عنده بطريقتي الخاصة...،
كتاب الهالة المقدسة
هل كل ما يكون بالقلم والمسطرة لا يخرج عن زاوية ميلان ولو بمقدار؟؟؟؟.، ربما لن يكون كذلك لوقت طويل بسبب الروتين يأتي عليه لا محالة لحظات تغيير ، وما هي الهالة المقدسة؟؟، وما علاقتها بالفتاة فرحة ووالدتها والطبيب أسامة وصديقه المقرب المهندس سليمان
ولم هذا الاختراع (الطبيب أسامة يود الهجرة لإنجاز اختراع وهو عبارة عن شريحة تنسخ الذكريات حتى نساعد مرضى الزهايمر على وجود ذكريات لهم)
يشغل بال أسامة ؟؟، هل سيفلح وينجح في اخترته
كل ذلك بدأ في مكان واحد وركيزة واحدة ، إسكندرية أم لندن...،
يبدو أن أسامة طبيب ومهتم بالمخ والاعصاب وأمور الجراحة خلاف صديقه الحميم أو إن صح التعبير خليله فهو مهندس، حيث أنه دوما منكب على حاسوبه ومنشغل دوما بأعماله في عزلته في غرفته خلاف صديقه أسامة الذي توفي والده منذ صغره فعاش في كنف جده مع والدته وأخوه حسام وأخته مريم ، إلا أن طبيبنا يفكر في السفر والهجرة إلى لندن رغم أن جده وفر له مستشفى خاص ويصرف عنه فهو ثري ، لكن الطبيب أسامة مصر على الذهاب من مصر كما لم يكن المال يمثل له طمعا بل بالعكس كان إنسان طيب القلب ويحب الفقراء ويسعدهم ويساعدهم ويدخل السرور عليهم ، فذات مرة عندما سافر وتأخر كثيراً ونسي هاتفه في الفندق كانت والدته تتصل به كثيرا وارسلت له رسائل ولم يرد، وهو أمام مقهى قرب الشاطىء التقى بشخص شعر أنه يشبه والده فكان يحدث وهذا الشخص هو سعد فكان سعد يرشده ، وسأله عن ما إذا أولاده أو هل يملك أحفاد؟، فقال سعد: نعم لدي ولد ذهب إلى لندن وكان يتصل بي يومياً ثم بدأ يقلل من مهاتفتي إلى أن أصبح يتصل بي مرة في الشهر ثم إذا تعسرت عليه يطلب مني الدعاء بالتيسير له، وله أبناء إلا أنه لم يجعلني أتواصل معهم ، ثم تذكر أسامة أنه سيزور صديقه الحميم المهندس سليمان فعندما اقترب من المبنى ، رآه سليمان من أعلى البناية ذهب إليه وكل مشتاق إلى الآخر ، ثم دخل إلى البيت وأدخله سليمان إلى غرفته ، التي كانت مليئة بالأجهزة وبالحاسوب الكبير فقال أسامة له: ألا تضج من هذه الأجهزة ؟؟، فرد عليه قائلا: إنها انستي واحبتي واصدقائي، فقال أسامة: حسنا
ثم سأله سليمان: هل لازلت تفكر في السفر ؟؟ ، لأن أسامة كان يفكر بأن ينجز ويخترع ناسخ الذكريات واقترح الفكرة على الطبيب جيمس وقال له انها محالة وصعبة عليك كما أنها تتطلب طاقم من المهندسين والمبرمجين والأطباء من حولك ، وليست سهلة كما أنك لن تفلح فيها ، وأمه من جهة تلح عليه هي وجده بأن لا يذهب ، وعندما عاد إلى الفندق وجد إتصالات والدته ، أعاد الإتصال بها واخبرها سيكون غدا إن شاء الله عندها في القاهرة ، وعندما ذهب وعاد إلى بيت جده غضب منه هذا الأخير وقال لو سافرت ساغضب عليك فهنا لديك مستشفى ومعك طاقم طبي الدكتور أمين ومن معه وسارة ، طاطا رأسه وخرج ثم ذهب إلى المستشفى وألقى السلام على الدكتور أمين ، ثم قرر العودة إلى سكندرية واراد أن يلتقي بسعد وبينما كان ينتظره في المكان المعتاد أن يلقاه كان معه سليمان فإذا بفتاة تقترب لتحضر الماء لوالدتها فصدمتها سيارة ، ذهب أسامة وسليمان مسرعان إليها إذا بها تنزف من دماغها وسمعا والدتها تنادي لها ليتني لم أقل لك أن تحضري لي الماء يا فرحة ليتني مت عطشا ، فطمئنها أسامة أنه طبيب وأنها بخير وتطوعى أحد بسيارته وأخذها إلى المستشفى وكانت تحتضن سترت أسامة من شدة الألم كما أنها فقدت وعيها وكأنها تحتضن بابيها ثم قال الطبيب إلى أسامة بعد أن أجرى الفحوصات إلى الفتاة بأنها أصيبت بارتجاج في دماغها وجمجمتها ، أي وجب أن تبقى تحت الرعاية ، ذهب أسامة وطمئن والدة فرحة وقال لها إنها بخير ، وقام بتسديد الفاتورة وليلة أخرى حتى تبقى الفتاة تحت الرعاية ، ثم قرر العودة إلى الديار وأن يأخذ معه فرحة ووالدتها إلى المستشفى الذي أنجزه له جده ، وأخبر والدته بأن أوضاعهم المادية سيئة وأخبرها بأن تقوم بمساعدتها فام صلاح لم تعد تقوى وخاصة أنها تعاني من السكري، فوافقت والدته وأحضر فرحة ووالدتها إلى بيته، وكانت فرحة الفتاة الصغيرة تعتبر أسامة مثل والدها، وكانت هذه الفتاة رغم صغر سنها إلا أنها تتكلم بحديث الكبار وكأن الحكمة تنطق منها، إذ أنها كانت تقول لأسامة النوافذ مفتوحة ....، وذات مرة قرر أسامة عندما اجتمعت العائلة وخاله وابنت خاله ريتال التي ينوي خطبتها ، اتصل به صاحب الفندق الذي كان يقطن فيه وطلب منه دفع فواتيره وإلا سيشكو به فاتفقا على مكان وإذا باسامة يطلب من والدته بأن تخطب له ابنت خاله ، وبينما فعلت هي ذلك ذهب هو إلى صاحب الفندق وسدد فواتيره وأثناء عودته كان يقود بسرعة فإذا به يقع حادث وكان هو المتضرر اذا اصيب بجمجته ، وتمت إسعافه..، ثم كانت أمه تعتني به في المستشفى في الحين كان اخوه حسام مشغول بالأعمال فهو رجل أعمال وكانت زوجته ريم وابنها عمران يتبادلان الحوار مع أحمد زوج مريم أخت الطبيب أسامة ، ومريم كانت في غرفتها التي أرهقها الحمل فكانت مثل الزهور ذابلة وجده المريض يعتني به صديقه المهندس سليمان ، وعندما خرج من المستشفى كان كلما تخبره أمه بشأن خطبته يقول لها : ليس الآن موعده، وهو يخشى أن يحل به الموت دون أن يقوم بشئ مما كان يخطط له بالقلم والمسطرة ، وذات ليلة صرخة فرحة وهي نائمة ، حاولت والدتها تهديئتها لم تفلح فطلبت والدة أسامة من أسامة أن يرى ما بها ، فذهب إليها فهدئت ونامت ثم في الصباح سألها لماذا كنت تصرخين بالأمس ؟؟، قالت تكررت الرؤية مرة أخرى ، قال لها: ماذا رأيت؟؟، قالت : يبدوا أن أحد سيموت قريباً ،فقال لها من بعد؟؟، أن ارتاب وشعر بشعور رهيب، فظلت تكرر أن أحد سيموت قريباً ، وبعد أيام مات جده، فحزن حزنا شديدا ، وكان لا يغادر المسجد وكذلك قبر جده، وكان معه صديقه الحميم المهندس سليمان ، بينما سمعت والدته من جارتها أن أحمد يلاحق زوجة ابنها حسام ، وذات ليلة أخبرها بحبه لها فتجاهلته ريم ، بينما غضبت عليه مريم غضبا شديدا ثم طردته من البيت، وإذا بحسام يعود إلى البيت ويسمع ما يقولونه النساء عن زوجته فذهب إلى والدته وهو غاضب ، هل حقا ما اسمعه ؟؟؟، فأجابته وقالت له بأنه هو المخطئ وأن زوجتك لم تفعل شيئاً وقد كذبت وقالت له أتت إليا وطلبت مني التدخل....، فذهب إلى غرفته غاضباً ، ثم طلبت والدته من فرحة بأن تنادي ريم إلى غرفتها، واخبرتها بما جرى ، ثم بعد مدة سافر سليمان وكذلك أسامة الى بيت سليمان في الإسكندرية ، واراد أسامة بأن يلتقي بسعد ، وفعلا حدث ذلك وتكلم معه وقال له سلامتك يا بني سمعت منذ مدة أنك تعرضت لحادث ، فدار بينهما الحوار ، ثم اتصلت به والدته وقالت له إني قادمة أنا وخالك كمال وابنته ريتال ، اهتز عندما قالت له ريتال ، ثم قالت له كنا هنا نعزي أحد فرباتنا ،فقال لم لم تخبروني حتى اتي معكم ، فقالت له : يكفيك ما مريت به،....، وبعد مدة التقي في مقهى وطلب من خاله الحديث مع ابنته، فاستطردت قائلة: وما الذي ستقوله ؟؟!، فهدئها والدها وقال لا باس إني معك ، و مضي بقرب الشاطى وصرح لها بحبه لها وأنه خائف من الموت وأن يتركها مثل ما ترك أبيه بعد موته أمه ، فقالت له: كلنا ميتون، فلا تجعلني من ثانوياتك أو على الحافة ...، دار بينهما الحوار ثم حان موعد عودتهم إلى القاهرة وأخبر أمه سيلحقهم غداً إن شاء الله ، ثم خرج في صباح الغد ولم يبن عليه أثر قلقت أمه واتصلت بصديقه سليمان ، فقال لها: ذهب منذ الصباح ، فسألوا عنه واستغرقت عملية البحث في حين انهارت والدته وتوفيت بعد سنة من اختفائه ، ومضت عشر سنوات وكانت خطيبته تعود بين الحين والآخر إلى إسكندرية للبحث عنه ، رغم لا أحد يراه....،
هل يعقل القلم والمسطرة ليس لهم في الأمر علاقة أو سيطرة.....
فجأة يسمع الدكتور أمين يقول له: الحمد لله على سلامتك يا أسامة، استيقظ ، ثم قال له الحمدلله الذي منى عليك بالحياة مجدداً لولا رحمة الله ليئسنا ، فقد دخلت في غيبوبة ، فقال له أسامة: كم مضى وانا هكذا ؟؟!!، أين أمي ؟؟!؛ ماذا حدث لجدي؟؟!؛ فقال له مضى عليك خمسة وعشرون يوما ، فقال اسامة: أوليست عشر سنوات ، فقال الدكتور أمين: لا ، بل خمسة وعشرون يوما فقط ، ناد لامه واطمئن وقال لها أين مريم؟؟؟، هل ريم كانت تخون اخي ؟؟، فأجابته أمه: لا ، أحمد يحب أختك مريم ويعتني بها كثيراً وهي قرابة أن تلد، وجدك بخير وبصحة جيدة ، فقال ماذا عن ريتال ؟؟!، فقالت له إنها بالخارج ، فقد ذبلت من شدة البكاء عليك ....، فخرج من المستشفى ورأى فرحة وهي ترسم نوافذ مغلقة ، وعندما كانت تخبره عن الموت والهالة المقدسة ، فقالت له كنت أكلمك وأنت نائم ، فقال لها : أنا آسف ، لكنه كان يشعر بكل ما حدث من حوله وكأنه ليس في غيبوبة ، وبعد مضي سنة عن زفافه مع ريتال أمعن النظر في الرسمة التي كانت فرحة تمعن النظر فيها ، فرأى توقيع سعد ، ذهب إلى جده بسرعة وقال له : هل تعرف هذا الرجل ؟؟؟، قال له: نعم فهو يحب التأمل والبحر كعادته واتصل أسامة بسعد و أراد أن يلتقي به فكان يشعر بأنه يشبه والده ، كما أنه عندما يتكلم معه يشعر بالاطمىنان ، فاطمئن عليه سعد وقال له : زرتك في المستشفى وساتيك بإذن الله( جئتك أمس وسياتيك غدا) ، هل أنت بخير يا بني ؟؟، فقال أسامة: نعم ولله الحمد ، ثم سأله أسامة عن ابنه فكان يود مساعدته في العثور عليه والتواصل معه، فرد وقال : لا ، لم يحدث شيء
الهالة المقدسة كانت تعني بها الكاتب هو أن تحفظ المرأة كيانها وذاتها من الوحوش..،
كما أن ليس كل ما ينقوم به بالقلم والمسطرة يكون دوماً كذلك بل تتغلغل إليه أمور تخرجه عن ذلك كما يجب أن يكون كذلك.
شكرا لكل من قرأ حتى النهاية.
قراءة ممتعة وطيبة لكم جميعا واستفادة جميلة.
حياكم الله جميعا .
الهالة_المقدسة
الدكتورة والكاتبة الروائية حنان_لاشين
معاني
قراءات كتب
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات